المقال الذي مُنع من النشر في يومية " الحياة" :
عن فردوس الوهم ونرجسية الوزير ... !!
• عبدالعالي مزغيش
كتب الصديق الاعلامي هابت حناشي مدافعا عن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي قائلا :" بعض المثقفين أصبحوا يمارسون نوعا من الظلم على وزير الثقافة ولا يمكن أن نتقبل فكرة أن يتحالفوا ضدّه ، لأنهم لم يتحصلوا على بعض الامتيازات أو بعض التمويل أو بعض المال"، ووصف هابت موقف هؤلاء تجاه "معالي الوزير عزالدين ميهوبي " بـ"الانتقام" و " الابتزاز" ، وإذ أحترم هذا الرأي ، فإنني أتمنى أن يسمح لي بالردّ على ما جاء في مقاله "ربع كلمة" لنهار الأربعاء الفارط ، لعلّه ينصف رُبع أو نصف هؤلاء "البعض" من بعض المنتقمين أو المبتزين على حدّ تعبيره .
لقد بلغ السّيل الزبى ، ولم يعد مطلقا الصبر على تحمّل رؤية قطاع ثقافي يتراجع أداؤه كلّما تقدّم أداء وزير الثقافة في الميدان ، في صورة عكسيّة ليست تخفى على نخبة مثقفة يئست من وعود وزراء الثقافة المتعاقبين على المسؤولية منذ سنوات طويلة ، حيث كرّست هذه الصورة اليوم حالة نفسيّة متفرّدة ، قد لا يلتفت إليها المواطن العادي ، فينخدع ببريقها كما ينخدع الظمآن بالسراب ، وهي حالة الكاتب عزالدين ميهوبي الذي تبدو نرجسيته واقعا لا غبار عليه ، و حبّه للظهور بصورة "الشجرة التي تغطي الغابة " من الصفات التي جلبت له الانتقاد ولم تعد تحقق حوله الإجماع ،وإن كان قد نجح في أن يجمع حوله المتملّقين و المتسلقين ، ممّن يزيّنون له انجازاته في قطاع الثقافة على أنها "فتوحات"، وأنه "شمس والوزراء كواكب" ، وأنّه "الخيل والليل والبيداء تعرفه " ، ولكن الحقيقة أن هؤلاء من زمرة "الطبالين" هم المستفيدون الأوائل من هذا المال والتمويل والامتيازات التي تحدث عنها الزميل حناشي، وبالمقابل يواجه المعارضون التهمة الجاهزة دوما : "الابتزاز" و "الانتقام"، في رغبة مفضوحة للاستئثار وللاستثمار في التقرب زلفى من معاليه ، ولو كان الوزير ديمقراطيا لاجتمع مع خصومه و منتقديه ، واستمع إليهم وعرف منهم ما يطمسه عنه مريدوه ، ولكن "التقارير" المغلوطة ديدن هؤلاء ، وهي التقارير التي تذهب يمينا وشمالا عن خصوم الوزير هي الظالمة في زمن تُصنع فيه البطولات بالباطل ، ويحاصر فيه الصوت الحرّ ، ويوصف بأبشع النعوت، وبمعنى آخر إننا أمام مسؤول –وإن كان محسوبا على المثقفين – سيظل يعتبر نتاج عقلية ومزاج منظومة فكرية لا تؤمن بالآخر إلا ضمن سياسة "القطيع" الذي لا يقول "لا" إلا في تشهّده ، ولولا التشهّد كان لاؤه نعم !!
واليوم وبعد مرور عام من تنصيبه ، أثبت عزالدين ميهوبي أن الساحة الثقافية لا تسع لأكثر من شخصه، وشخصين اثنين معه هما "مدير الدوان الوطني للثقافة والإعلام ، و مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف " ، أما البقيّة فعليها أن تنتظر رضى "مثقف السلطة" ومديريه والتفاتة منهم ، مما خلق جوا من الاختناق ، والحنق ، والتذمّر ، كان بالإمكان تفاديه انتصارا لمشهد ثقافي متعدّد مختلف متنوع متعايش بدل السقوط في بؤرة الجهوية المقيتة التي صارت تميّز الساحة، ولم تعد تخفى على ذي لبّ ، وإن لم يكتبها البعض ،فإنهم يتهامسون و يتغامزون بها ، وإضافة للجهوية ، نلمس هذا الاخفاق في التسيير عند كثير من مديري الثقافة ، ومديري دور الثقافة ،حتى أن الحديث في سكيكدة لا يتوقف عن مدير لقصر الثقافة ، أهمّ مؤهلاته انتماؤه لحزب "الأرندي" الذي ينتمي إليه وزير الثقافة ، والكلّ يعلم اليوم أن البعض استفادوا بمجيء ميهوبي من مشاريع تدرّ مئات الملايين حتى لا أقول عشرات الملايير ، وهذا باسم الانتماء الحزبي.
هنا مربط الفرس يا صديقي هابت ، وأظنك محنّكا بما فيه الكفاية لتدرك أننا أمام تكريس مقصود لسياسة اللاعقاب في هذا البلد ، حتى أصبحت الفضائح المالية والفساد المالي أمرا عاديا لا يعاقب عليه القانون ، ووزارة الثقافة التي يديرها المثقف الشاعر والروائي و السيناريست والاعلامي و الكاتب الرياضي و الفنان التشكيلي عزالدين ميهوبي ، في المرتبة الأولى ضمن القطاعات الوزارية التي مسها طاعون الفساد المالي والإداري ، وربّما على الوزير أن يمكث في مكتبه شهرين متتاليين ليبحث في هذه الملفات ويرسلها إلى العدالة لتنظيف القطاع من اللصوص ، لا أن يشغل الرأي العام بصوره الملتقطة هنا وهناك ، مما يجعلنا نتوهّم أن الثقافة بخير في الجزائر مادامت صور معاليه واضحة و ابتسامته فيها رائعة ، وأنه لم يبق لنا إلا أن نغمض أعيننا ونفتحها لنجد أنفسنا أمام الفردوس ، هو في الحقيقة "فردوس الوهم " لا غير .
نعم ، يا هابت ، معك حقّ ، الوزير ميهوبي مظلوم ، و بعض معارضيه "مبتزّون" وعصابة أشرار ، ولكن أليس من حقّ المواطن العادي أن يعرف مثلا قائمة المؤسسات الخاصة التي تتعامل معها الوزارة ،وأسماء مسيّريها ، و أرقام الميزانيات التي تحصلوا عليها ، ويعرف مثلا السيرة الذاتية لكثير من مديري الثقافة في الولايات ،ومحافظي المهرجانات الفنية والأدبية ؟؟ أليس من حقنا أن نعرف لماذا يتمّ ترسيم ملتقيات حديثة النشأة على حساب ملتقيات عريقة تمّ وأدها ؟؟ أليس من حقنا أن نطّلع على ثمن سيناريوهات تمّ تجسيدها بمال الشعب إلى أفلام ومسلسلات مؤخرا ؟؟ أليس من حقنا أن نعرف التفاصيل المالية لتظاهرة سنة الجزائر في فرنسا ؟ الجزائر عاصمة الثقافة العربية؟ المهرجان الثقافي الافريقي ؟ تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية ؟ قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ؟ ...
حين ينتقل معاليه من حالة "سري للغاية" ،،،سنكتب له برافو معالي الوزير ،،، فهل سيتجرأ ؟؟ ،،،لا أظن ذلك ... !!
عن فردوس الوهم ونرجسية الوزير ... !!
• عبدالعالي مزغيش
كتب الصديق الاعلامي هابت حناشي مدافعا عن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي قائلا :" بعض المثقفين أصبحوا يمارسون نوعا من الظلم على وزير الثقافة ولا يمكن أن نتقبل فكرة أن يتحالفوا ضدّه ، لأنهم لم يتحصلوا على بعض الامتيازات أو بعض التمويل أو بعض المال"، ووصف هابت موقف هؤلاء تجاه "معالي الوزير عزالدين ميهوبي " بـ"الانتقام" و " الابتزاز" ، وإذ أحترم هذا الرأي ، فإنني أتمنى أن يسمح لي بالردّ على ما جاء في مقاله "ربع كلمة" لنهار الأربعاء الفارط ، لعلّه ينصف رُبع أو نصف هؤلاء "البعض" من بعض المنتقمين أو المبتزين على حدّ تعبيره .
لقد بلغ السّيل الزبى ، ولم يعد مطلقا الصبر على تحمّل رؤية قطاع ثقافي يتراجع أداؤه كلّما تقدّم أداء وزير الثقافة في الميدان ، في صورة عكسيّة ليست تخفى على نخبة مثقفة يئست من وعود وزراء الثقافة المتعاقبين على المسؤولية منذ سنوات طويلة ، حيث كرّست هذه الصورة اليوم حالة نفسيّة متفرّدة ، قد لا يلتفت إليها المواطن العادي ، فينخدع ببريقها كما ينخدع الظمآن بالسراب ، وهي حالة الكاتب عزالدين ميهوبي الذي تبدو نرجسيته واقعا لا غبار عليه ، و حبّه للظهور بصورة "الشجرة التي تغطي الغابة " من الصفات التي جلبت له الانتقاد ولم تعد تحقق حوله الإجماع ،وإن كان قد نجح في أن يجمع حوله المتملّقين و المتسلقين ، ممّن يزيّنون له انجازاته في قطاع الثقافة على أنها "فتوحات"، وأنه "شمس والوزراء كواكب" ، وأنّه "الخيل والليل والبيداء تعرفه " ، ولكن الحقيقة أن هؤلاء من زمرة "الطبالين" هم المستفيدون الأوائل من هذا المال والتمويل والامتيازات التي تحدث عنها الزميل حناشي، وبالمقابل يواجه المعارضون التهمة الجاهزة دوما : "الابتزاز" و "الانتقام"، في رغبة مفضوحة للاستئثار وللاستثمار في التقرب زلفى من معاليه ، ولو كان الوزير ديمقراطيا لاجتمع مع خصومه و منتقديه ، واستمع إليهم وعرف منهم ما يطمسه عنه مريدوه ، ولكن "التقارير" المغلوطة ديدن هؤلاء ، وهي التقارير التي تذهب يمينا وشمالا عن خصوم الوزير هي الظالمة في زمن تُصنع فيه البطولات بالباطل ، ويحاصر فيه الصوت الحرّ ، ويوصف بأبشع النعوت، وبمعنى آخر إننا أمام مسؤول –وإن كان محسوبا على المثقفين – سيظل يعتبر نتاج عقلية ومزاج منظومة فكرية لا تؤمن بالآخر إلا ضمن سياسة "القطيع" الذي لا يقول "لا" إلا في تشهّده ، ولولا التشهّد كان لاؤه نعم !!
واليوم وبعد مرور عام من تنصيبه ، أثبت عزالدين ميهوبي أن الساحة الثقافية لا تسع لأكثر من شخصه، وشخصين اثنين معه هما "مدير الدوان الوطني للثقافة والإعلام ، و مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف " ، أما البقيّة فعليها أن تنتظر رضى "مثقف السلطة" ومديريه والتفاتة منهم ، مما خلق جوا من الاختناق ، والحنق ، والتذمّر ، كان بالإمكان تفاديه انتصارا لمشهد ثقافي متعدّد مختلف متنوع متعايش بدل السقوط في بؤرة الجهوية المقيتة التي صارت تميّز الساحة، ولم تعد تخفى على ذي لبّ ، وإن لم يكتبها البعض ،فإنهم يتهامسون و يتغامزون بها ، وإضافة للجهوية ، نلمس هذا الاخفاق في التسيير عند كثير من مديري الثقافة ، ومديري دور الثقافة ،حتى أن الحديث في سكيكدة لا يتوقف عن مدير لقصر الثقافة ، أهمّ مؤهلاته انتماؤه لحزب "الأرندي" الذي ينتمي إليه وزير الثقافة ، والكلّ يعلم اليوم أن البعض استفادوا بمجيء ميهوبي من مشاريع تدرّ مئات الملايين حتى لا أقول عشرات الملايير ، وهذا باسم الانتماء الحزبي.
هنا مربط الفرس يا صديقي هابت ، وأظنك محنّكا بما فيه الكفاية لتدرك أننا أمام تكريس مقصود لسياسة اللاعقاب في هذا البلد ، حتى أصبحت الفضائح المالية والفساد المالي أمرا عاديا لا يعاقب عليه القانون ، ووزارة الثقافة التي يديرها المثقف الشاعر والروائي و السيناريست والاعلامي و الكاتب الرياضي و الفنان التشكيلي عزالدين ميهوبي ، في المرتبة الأولى ضمن القطاعات الوزارية التي مسها طاعون الفساد المالي والإداري ، وربّما على الوزير أن يمكث في مكتبه شهرين متتاليين ليبحث في هذه الملفات ويرسلها إلى العدالة لتنظيف القطاع من اللصوص ، لا أن يشغل الرأي العام بصوره الملتقطة هنا وهناك ، مما يجعلنا نتوهّم أن الثقافة بخير في الجزائر مادامت صور معاليه واضحة و ابتسامته فيها رائعة ، وأنه لم يبق لنا إلا أن نغمض أعيننا ونفتحها لنجد أنفسنا أمام الفردوس ، هو في الحقيقة "فردوس الوهم " لا غير .
نعم ، يا هابت ، معك حقّ ، الوزير ميهوبي مظلوم ، و بعض معارضيه "مبتزّون" وعصابة أشرار ، ولكن أليس من حقّ المواطن العادي أن يعرف مثلا قائمة المؤسسات الخاصة التي تتعامل معها الوزارة ،وأسماء مسيّريها ، و أرقام الميزانيات التي تحصلوا عليها ، ويعرف مثلا السيرة الذاتية لكثير من مديري الثقافة في الولايات ،ومحافظي المهرجانات الفنية والأدبية ؟؟ أليس من حقنا أن نعرف لماذا يتمّ ترسيم ملتقيات حديثة النشأة على حساب ملتقيات عريقة تمّ وأدها ؟؟ أليس من حقنا أن نطّلع على ثمن سيناريوهات تمّ تجسيدها بمال الشعب إلى أفلام ومسلسلات مؤخرا ؟؟ أليس من حقنا أن نعرف التفاصيل المالية لتظاهرة سنة الجزائر في فرنسا ؟ الجزائر عاصمة الثقافة العربية؟ المهرجان الثقافي الافريقي ؟ تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية ؟ قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ؟ ...
حين ينتقل معاليه من حالة "سري للغاية" ،،،سنكتب له برافو معالي الوزير ،،، فهل سيتجرأ ؟؟ ،،،لا أظن ذلك ... !!