الإعلامي عبد الرزاق بوكبة يُضرب عن الطعام تزامنا مع عيد حرية الصحافة، في احتجاج منه على قطع عنقه بقطع رزقه من طرف جماعة التلفزيون ممن أخذوه لحما ورموه عظما دون أن يشعروه مسبقا أن زمن الشعر انتهى وأن رزق ''عبد الرزاق'' على الله وليس على عز الدين ميهوبي.. بوكبة استعار من ''جميلة بوحيرد'' غضبتها في واقعة رسالتها المشهورة التي كشفت فيها جوعها ومعاناتها مع ديون ''البقال''.
بعدما فضحت سلطة قرأ العالم عنها أنها ''تجوع'' تاريخها، ليأتي الدور على الشعراء والمثقفين، ويختار بوكبة الطريق نفسه بصومه عن الطعام مستعصما الرئيس لكي يعيد له حقه في ''عزة وكرامة'' مهدورتين، لم يعد يحتاج الدوس عليهما إلا لنزوة مسؤول إداري لا يهم إن أهان ''بوحيرد'' المجاهدة أو ''بوكبة'' المثقف أو كليهما معا، فالأمور تساوت وكما فجّرت معاملة سفير الجزائر بفرنسا رزانة ''جميلة'' لم يهزّها جلادو فرنسا، فإن الانفجار نفسه تكرر مع الإعلامي بوكبة.
لينتهي من كان ''فاصلة'' ثقافية، في رداءة تلفزيونية مقننة.
إلى الشارع لأن من وقّع قرار الفصل لا يعرف من الثقافة سوى عبارة: أن الشعر لا يطعم خبزا.. بغض النزر والنظر عن نتائج ضرب وإضراب بوكبة، فإن الثابت في معركة ''عبد الرزاق'' أن المشكلة لا علاقة لها بثقافته وعطائه ولكن في اسمه بالذات، فلو أن اسمه كان ''أسعد'' على وزن ربراب، أو سعدي على وزن سعيد سعدي، أو سيدي على وزن سيدي السعيد، لما وصل الأمر إلى ما هو عليه، لكن ولأن اسمه ''عبد الرزاق''، فإن ''أجنحة الذئب الأبيض'' قد قُلمت، ولم يبق أمام ''عبد الرزاق'' إلا رحمة ''الرزّاق'' فحتى ولو أعادوه إلى سابق ''تلفزته'' فإن الرجل قد انكسر.