نقد أسلوب التخطيط
بعد الإدراك بطبيعة أسلوب التخطيط ما الحجج المعارضة لهذا الأسلوب في الاقتصاديات المخططة مركزيا؟
1- غيبة الجهاز التلقائي للأسعار:
يصعب الحكم علي ما إذا كان النشاط الاقتصادي رشيدا أو غير رشيد في مجتمع مخطط مركزيا لافتقاره إلي الحسابات الاقتصادية ولا يعني ذلك عدم وجود جهاز أسعار في التخطيط المركزي ولكنه نظام لا يتمتع بالحرية ولا يتوافر فيه عنصر المنافسة بل يقوم على التعسف ولا توجد سوق حرة في هذا الاقتصاد المخطط وإنما تتحدد الأسعار بمعرفة سلطة تخطيط مركزية سواء كانت أسعار سلع وخدمات الإنتاج ذلك أن الدولة هي المحتكر الوحيد التي تملك وتوجه كل أدوات الإنتاج ويصعب ترشيد النشاط الاقتصادي.
2- البيروقراطية والتعقيدات المكتبية:
يؤدى الاقتصاد المخطط مركزيا إلي البيروقراطية والتعقيدات المكتبية التي تضيع جزء كبير من كفاءة الإدارة لأن الأنظمة الروتينية متأصلة في الأجهزة الحكومية التي تعرقل الارتفاع بكفاءة المشروعات , والسماح باللامركزية في التنفيذ يساعد في تسيير الوحدات بعيدا عن قيود اللوائح والأنظمة الروتينية وقد يرفع كفاءة المشروعات العامة.
3- ضعف الحوافز:
ضعف الحوافز نتيجة الاقتصاد المخطط مركزيا بعدما يتحولون إلي موظفين في الدولة بأجور ثابتة منتظمة ويمكن التغلب علي هذه الظاهرة باستخدام الحوافز المادية والمعنوية والسلبية لزيادة كفاءة العمال وجوهر فكرة الحوافز هو الربط بين إنتاجية العامل وبين دخله إذا زاد الإنتاج يزيد الدخل وإذا نقص إنتاج العامل عن المتوسط يتعرض للحوافز السلبية مثل الحرمان من جزء من الدخل أو من الخدمات العينية.
4- ضخامة أعداد القوى العاملة في أجهزة التخطيط:
يذكر آرثر لويس : "يجب أن تكون لدينا إحصاءات دقيقة وعدد كبير من التنظيمات بالإضافة إلي عدد كبير من الموظفين وأننا لا نصدر آلافا من التصريحات دون وجود آلاف من الكتبة وكلما تطورت وسائلنا في التخطيط احتجنا إلي المزيد من الموظفين" ولعل آرثر لويس يعني بمقولته هذه أن الاقتصاد غير المخطط الذي يعمل بحرية من خلال جهاز الأسعار لا يتطلب موظفين إضافيين بهذا القدر.
5- صعوبة توخي الدقة في التخطيط والتنفيذ:
التخطيط طويل المدى الممتد لسنوات له خطورته إذ كيف يمكن التخطيط للمستقبل مع أن هذا المستقبل غير متيقن وتحكمه الظروف المتغيرة للمجتمع "الديناميكي" الذي يدب حركة وتبدل , لكن بالإمكان إضافة قدر من المرونة على الخطة بحيث يمكن جعلها خاضعة للمراجعة والتعديل عند حدوث أي تغيير في الظروف.
6- ضعف التعاون الدولي من جانب الاقتصاديات المخططة:
يذكر ليونيل روبنز في معرض حديثة عن آثر التخطيط القومي علي الاقتصاد القومي ما يلي :
" إن الأثر العاجل على الاقتصاد الدولي من جراء التخطيط القومي سوف يكون مثيرا للقلق إلي حد ينذر بالخطر إذ من شأن هذا التخطيط القومي الذي تأخذ به دول عديدة أن ينتقص من حجم التجارة الدولية ويعمل على تقييد حرية العمال في التنقل ويحد من حرية انتقال رؤوس الأموال فيما بين مختلف الدول فضلا عن أنه يؤدى إلي إدخال الاعتبارات السياسية في العلاقات الاقتصادية الدولية وإيجاد نوع من الصراع الدولي المكشوف".