الاردن -عمان
جامعة فيلادلفيا
مؤتمر فيلادلفيا الدولي الثاني عشر( ثقافة الصورة)1 /4 /2007
لغاية6/ 4/ 2007
المحور الرابع الصورة التحدي والاستجابة :
الصورة وتأثيراتها النفسية، والتربوية، والاجتماعية، والسياسية
الاستاذ الدكتور محمد جاسم ولي
جامعة بغداد – مركز البحوث التربوية والنفسية
التأثيرات النفسية والتربوية للصورة
---------------------------
يقول ارسطو (إن التفكير مستحيل من دون صور)»(1) ، ومنها نستنتج أن أهمية الصورة كما جاء في المثل الصيني: (الصورة تساوي ألف كلمة)(2) .ان الصورة ليست وليدة اليوم، إلا أن أهميتها ازدادت بشكل كبير في العصر الحديث، فالحياة المعاصرة لا يمكن تصورها من دون صور، وهذا ما اكده راي الناقد الفرنسي (رولان بارت) حيث يقول :( إننا نعيش في حضارة الصورة )(3)
واهم أهداف الصورة إنها ثقافة مفروضة علينا بإرادتنا معلنة، تقتحم بيوتنا وتبدل أفكارنا وتعمل على اعتياد غسيل عقولنا بأنفسنا أو عنوة وفعلت الاتصالات والإعلام العالمي دورهما في الانتقال من منطقة العرض إلى منطقة الفرض.لقد وضعت الصورة لكي تكون ثنائية التفاعل وهي اغلب حالات الاتصال وهذه حقيقة متمثلة بدائرة التغذية المرتدة التي ليس للمربي سيطرة عليها فهي قابلة للتكرار ومن خلال هذه العملية يحدث نوع من الاهمية والتاثير ومن ثم التفاعل بالعين للعين بالمشاهدة والتكرار للصورة ويمكن إن نطلق عليها تلميحات ملفوظة مرئية ومسموعة واحيانا تكون صورة مرئية لاملفوظة يقول شكسبير (هناك لغة في عينها،في وجنتها في شفاهها ليس هذا فحسب فتتكلم قدماها وبهجتها تطل منها ،وفي كل مفصل ومحرك من جسمها (4) إن التغذية المرتدة مطلوبة من الاخرين المستمع المشاهد ويستخمها البرنامج الموجه للتاثير من خلال العرض و البث التلفازي .(وان ما يتصل بهذا البث من التلميحات الرمزية والاشارات والتلميحات الطبيعية هي من ضمن الخصائص التي تنقل المعلومة . إن التلميحات الرمزية تؤثر بقوة اذا ما ارتبطت بالموضوع الوطني او البطولة والتضحية .) (5) . وهو التنميط الثقافي الذي يعني إنتاج نمط ثقافي واحد وفق إرادة المنتج المهيمن، ويكون ذلك عبر وسائل السيطرة المختلفة كالتقنية والمعلوماتية والاتصالات، ولا سيما استعمال الأقمار الصناعية.. ولا شك أن أخطر مظاهر التنميط وسيلة، هو شيوع ثقافة الصورة بديلاً عن ثقافة الكلمة، ولقد اصبحت الصورة لها تصميماً خاصاً ،و صفة غامضة بين المغامرة والشهرة تصميماً مكانيا وزمانيا، فأن لسحر الصورة المبرمجة مكانتها ا المثيرة، والسحرية في نفوس الاخرين . لذلك يتطلب الامر بضرورة تثقيف الشباب و الأخذ في عين الاعتبار المتغيّرات المؤثرة في سلوك الانسان مثل متغيّر الجنس، والمحيط العائلي والمنحدر البيئي في غياب تقاليد البرمجة والتنظيم للوقت الحرّ وان كان هنالك وعي بضرورة الترفيه وان للترفيه دوره وفاعليته ولكن التعامل مع الترفيه يخضع لمنطق المسئولية بين الرجل والمرأة داخل البيت الاسري وذلك بالرّغم مما تحقق من تحوّل في وضع المرأة العربية حيث أن أعباء الوقت المُلْزِم او الاجباري تتواصل داخل البيت أيضا ممّا يقلّص أوقات الترفيه ويجعلها تكاد تنحصر في مشاهدة التلفزيون .دون تبصر بما سيؤثر علينا وعلى اطفالنا .
من هنا تقتضي فهم الحالة بكل جوانبها وأدواتها وأثرها علىالتربية وعلى نفسية المتلقي ذكرا او انثى في مجتمعاتنا العربية ،(كما وان لأسلوب الحياة وانفعالاتها تؤثر تأثيرا مستمرا في نمو نا 6)) . خاصة وان العالم بين يدي المتلقي في اللحظة بعينها التي يحدث فيها الحدث من خلال برامج البث المباشر كبديل عن النسيان والتهميش وكضرورة للاستمرار وتأكيد الموقع وسط حضارات بدأت تأكل بعضها ولا مكان للمتخلف عن الركب الهائل أمام المعلوماتية فيها . ويتطلب فهما للأخر من المفكر المثقف، الذي هو ليس مشغولا بالسياسة ، وهو ليس همه الكرسي الرئاسة ليكون ابن العصر الحاضر الذي يتعامل مع التقنيات الثقافية ، وهو ما مطلوب اليوم لان يتعلم الكومبيوتر وتقنية الانترنيت، والكم الهائل من المعلومات الكترونيا ، ويفهم أساليب التعامل في النشر على الشبكات الفضائية والمواقع الالكترونية الثقافية وغير الثقافية على الشبكة ، ومتمرسا على استخدام التقنية التي تخص الصورة و هي الأخرى واحدة من أهم عناصر التأثير المباشر في السمع والبصر .لان انهيار حدود الزمان والمكان بفضل شبكات المعلوماتية ونشرها ونموها وسرعة النشر ، جعلت الإنسان العربي في حيرة، والمربي المثقف مدهوشا في مغامرة بالصوت والصورة وغير محددة الأبعاد والمعالم.إن هدف هذه الصورة وهذه التقنيات هي في خلق ثقافة جديدة ، توجه نمط المجتمع العالمي وتصقله بحسب المخطط وما تحتوي برامج بثها..
في حاضرنا الآن تسعى صورة الأخر في إعادة تشكيل العالم العربي خصيصا ، بشكل سريع وفعال ، ولعل أبرز ملامحه متمثل في عروض ثقافة الصورة المرئية ، والشبكات الفضائية في الكون ،(7) فيما يمكن أن نطلق عليه هو الهيمنة والاستيلاء ثم الاستعباد الثقافي للعالم العربي وإسباغ وتلوين العربي بشكل الثقافة العالمية الالكترونية كحالة الجديدة ، وتطرح بشكل أخاذ جميل ممتع أهم ما يميزها الصورة والحواس ، وهو شكل جديد دخل عقول الشباب فانصرفوا عن القراءة المكتوبة والكتب الصفراء والحمراء والسوداء والزرقاء وما إليها وفي ذلك محاسن ومساوىء ثورة الصورة المرئية المسموعة والتي يتطلب التعامل مع هذه التغيير الكبير في التأثير من خلال الصورة الصامتة المرئية والصورة الناطقة، في التعامل مع المعلومات ، على أساس أنها ثقافة المستقبل الواسعة.والتي لايمكن لرقيب إن يمنعها أو يحد منهالان آلياتها ليس بوسع سيطرة الحكومة أو الأفراد إنها عالمية المنشاء كشبكة الانترنت ، أو الشبكة العنكبوتية التي اتاحت لأي مواطن بأن يمتلك المعلومات المحملة مهما كانت لغته لأنها هي تترجم لك بكل اللغات وتعطيك كل الثقافات المتعددة وحسب توجه الأقوى المالك لهذه التقنية والمتحكم بها موجهة التأثير للثقافة الموجهة في هذه المساحة. وهذا التسارع الزمني يصاحبه انتشار مكاني ، حيث أصبح فضاء الكرة الأرضية مغطى بشبكة كاملة من الفضائيات المتابعة لكل تفاصيل الحياة ، ولم يعد هناك فضاء محظور ، وما هو مغلق اليوم يصبح مفتوحا ومشاعا غدا ، وثقافة الأمم باتت تواجه " اقتحام البرامج المعولمة بالصورة والصوت " .... وقد تنهار اوتنسى كل القنوات التقليدية الأخرى التي اما بسبب جهلها او تجاهلها للثورة العالمية لنقل الصورة والصوت من خلال القنوات التي خلقت حالة نوع من الظمأ الذي أخذت تروي تعطش المتلقي لتلك القنوات العالمية ، وتحقنه بثقافة باتت تسري في عقله وكأنه الأفيون . أمام ظاهرة التأثير في ثقافة الشعوب ، وإعادة تشكيل وعيهم من خلال الصورة أيضا ، وهي ظاهرة اكتسبت هويتها الواضحة في نهاية القرن العشرين ، وابتدأت تشكل لها موقعا في خريطة العالم ، وفي الوجدان الجمعي للبشر أينما كانوا . وهذه السينما القائمة على عرض أفلام في كافة أنحاء العالم في ذات الوقت ، وتحمل ذات الرسالة تعد بحق شكلا آخر من شكل التوجيه الثقافي ، تسهم في بناء منظومة الوعي الكوني وثقافته ، وتوجهه بحسب الرسالة التي رسمها مبدع تلك الأفلام ، التي لا بد وان يتوافر فيها العديد من أسباب التأثير في الغزو الثقافي لعقولنا واعتدنا إن نقلد ما لدى عدونا وما يبثه الينا : (إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها)مقدمة ابن خلدون )ومعنى ذلك الغزو الثقافي(أن الغزو الثقافي بدأ باحتلال العقل وقد بدائنا بتقليد عدونا فهو غزو من الداخلر وهو الضعف الذاتي الداخلي ، وهو الأخطر وهو بوابة التخريب الموجه)(7) ويستهدف هذا الترويض دوام الهيمنة على الإدارة والإمكانات القومية والبرامج البناءة للوطن العربي وهدمها .. لقد تطور الاستعمار كثيراً، من شكله القديم العسكري المباشر، إلى شكله الجديد الذي لا يحتاج إلى الأسلحة التقليدية، لأنه مزود بسلاحه الفتاك الداخلي، أعني به التنميط الثقافي من خلال آلية صناعة العقل الغزو الثقافي فيهدف إلى احتلال العقل؛ فهو أخطر من الغزو العسكري، ، بينما ييسّر الغزو الثقافي آليات الإخضاع الداخلي، مما يبدو وكأنه تعمية للحال، أو تجميل له، فيُقبل الإخضاع على أنه شيء آخر غير الإخضاع، لالتباسه بمفاهيم كثيرة تتصل بعمليات التكوين الذاتي، كالنمو والاستقلالية والأصالة والصلابة والسلطة والمناعة والوعي.. الخ. اننا في ظل الفضائيات في مواجهة ارتبطت الصورة بحياة الإنسان بشكل لم يسبق له مثيل، تربية قائمة على الإثارة من جانبين ، اثارة التسلية ، وإثارة العنف ، ثقافة مبنية على عالم المغامرة والمخاطرة والإثارة ، بدل التفكير والتدبر والتميز المعرفي.
إن الصورة في الفضائيات تتخذ التسلية والمرح رسالة لها كهدف ظاهر وباطنة السم العذاف ، اما الأخبار فتعتمد أيضا على الإثارة والعنف, التوجيه في القنوات الفضائية ، من قبل الدول الكبرى كأمريكا ولأنها الموجهة للسوق ، وللإعلام الذي يوافق مصالحها ، كونها تتحكم في أوسع شبكات الإعلام العالمية ،.. إن لغة وشكل الصورة يحتوي على جانبين متعارضين ومتكاملين، هما الجانب الدلالي والجانب الجمالي أي ما يتضمنه الخطاب دون قوله بشكل مباشر بل هو منغرس في ثنايا الخطاب ورموزه الموحية ومن هنا فإن احتلال الصورة مكانة في التواصل البشري أهم من الكلمة كان أحد نتائج تقدم الاتصال عن طريق الفضاء واحتلال الأقمار وقد كان واضحا جليا خلال ما لمسناه في حروبها أنها استخدمت قبضة الأعلام لتبرير حروبها وسيطرتها وبشاعتها من خلال التركيز على جوانب ثقافتها الداعية للحرية والديمقراطية ، وتصدير النموذج الأمريكي الحر إلى كل دول العالم.
في وقتنا الحالي لعبت الصورة بأشكالها المختلفة التلفزيون والسينما والانترنت وفنون الإعلان والإعلام دوراً أساسياً في تشكيل وعي الإنسان المعاصر بأشكال ايجابية حينا وأشكال سلبية حيناً آخر، فهناك حضور جارف للصور في حياة الإنسان الحديث، إنها حاضرة في التربية والتعليم، وفي الأسواق والشوارع، وعبر وسائل الإعلام، وفي قاعات العرض للأعمال السينمائية والمسرحية والتشكيلية، وفي بطاقات الهوية، وأجهزة الكمبيوتر وعبر شبكات الانترنت والفضائيات والتلفزيونات المحمولة، وفي ملاعب كرة القدم والتنس والمصارعة، وفي العروض الفنية
مسخ صورة القدوة والنخبة في أذهان جمهور الطفولة:
إن القدوة المثقف من النخبة الداعية يمثل ضمير الأمة الملتزم بقضاياها وهو صوت الشعب والذي كان من النخبة التي ما عادت نخبة في هذا العصر حيث جاء سقوط النخبة مدويا مع ثقافة الصورة عبر فضائياتها وقد لعبت الولات المتحدة الامريكية دورا فاعلا في اسقاط كل رموز القدوة والنخبة من خلال ثقافة الصورة المنقولة عبر الشبكات عابرة القارات والاكوان وهي أحد أوجه الغزو الثقافي الاكثر خطرا والتي يسرت آليات الإخضاع لثقافة الصورة. و يمكننا القول ان احتلال العقل أخطر من الغزو العسكري و علامة على ذلك أن الغزو العسكري يستمد قوته من آليات الإخضاع الخارجي من خلال البث الفضائي في التلفزيون والانترنيت و السينما .. كثقافة المتعة ..ثقافة العنف ولو اخذنا النموذج الأمريكي في صناعة السينما وهو النموذج الأقوى ، والأكثر انتشار ، والمستثمر لتلك الآلية في بث رسالته والتغلغل في المجتمع العربي نجد انه بفرض نموذجه كنسخة منه ، او ليجعلنا عبيدا وهذا هو الاصح هذا جانب آخر من تفرعات مجتمع المعلومات ، والوسائط ، الذي بات واضحا بعد عشرات أفلام الكوارث والرعب والكائنات الغريبة وانطلاقا من فكرة الخوف من المجهول التي سيطرت على الانسان منذ الأزل ، وما للسينما من قدرة على التأثير في الجميع باعتبارها لغة عالمية . عندما البسها الامريكان الثياب التي يفصلونها لهم كل الافلام تدور على هذا النمط من المنقذ الأمريكي ، والنمط الفكري الكوني ، والتقنية الحية يسيرونها لصالحهم في طرح ثقافة القطب الواحد بحسب وجهة نظرهم ولكن الذي حدث بعد التطورات التقنية الهائلة التي حصلت في شتى المجالات قد منح الإعلام القدرة على فرض ما يريد مما أثر تماما في الاتجاهات الثقافية بشكل خاص من خلال اللجوء إلى ثقافة الصورة بدلا من ثقافة الكلمة. إن جل التاثيرات التربوية والنفسية كانت واضحة على الاطفال خاصة والشباب ذكورواناث على السواء وبعض من الكبار . حيث نجد إن هناك برامج للاطفال سواء من دول اوربا او امريكا او الغرب عامة .
إن ما يعرض في تلفزيون الأطفال لا تعكس مرحلة الطفولة، وبعيدة جدًا عن حياة الطفل و عملية التربية،و الطغيان الان لثقافة الصورة على شخصية وعقول أطفالنا ومراهقينا بادية الوضوح من خلال سلوكهم الذي يقتدي ويقلد كل ما يشاهده من الصور المتحركة الى الافلام والمسلسلات والخ......، فلم يعد المثل الأعلى للطفلة الأم التى معها فى المنزل و لذلك يجب على الأم بأن تجلس وقتًا أكبر مع أطفالها وكذلك المحطين به لانه جزء من مسئولية كل المحيطين بالطفل مثل الأسرة والمدرسة ومؤسسات التنشئة المختلف وان لتتركهم فريسة للإعلام المغرض الموجه من الغرب ، وتختار لهم المفيد، وتحفظهم من السيئ، وتساعد أطفالها على أن يعيشوا سنهم وطفولتهم؛ لأنهم إن لم يعيشوا طفولتهم بصورة طبيعية، فلن يعيشوا أى مرحلة أخرى بصورة سوية، وعلى الأم أن تتحكم فى نوعية ما يراه أطفالها،، والتى كانت سابقًا تحاول تقليد دورها فى من خلال اللعب في المطبخ، وفى رعاية الأطفال، فتقوم بنفس الدور مع العابهافي الطفولة إن من طبيعة الأطفال انهم يمتلكون غريزة المحاكاة ومحاولة تقليد الكبار فى أقوالهم وسلوكياتهم المختلفة،لذلك إن الاعتماد على القدوة الصالحة تكون التنشئة صالحة، وإذا كانت القدوة فاسدة كانت التنشئة فاسدة. وعلينا أن لا نلوم الطفل ونلوم المخالطين له، فعلى الآباء والأمهات ، لا يلومون الا أنفسهم؛ لأنهم لم يشرفوا إشرافًا جيدًا على نوعية ما يشاهده أبناؤهم وبناتهم، ولم يمارسوا التوجيه الصحيح. في تنمية الوازع الدينى والأخلاقي داخل أبنائها وبناتها، وأن نعيش بقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا نحن. وفقا لمبادىء الدين الحنيف .وإذا ما تربى هذا الوازع الديني والأخلاقي داخلهم فلا نخاف عليهم بعد أن يتخطوا مرحلة الطفولة،(8) ويصبحوا كبارًا؛ لأنهم قد أخذوا الحصانة والمناعة الأخلاقية والثقافية والدينية الكافية.ولهذا يجب الحذر من كل المخالطين للطفل الذين يجب عليهم أن يراعوا السلوك القويم والصدق فى القول والفعل والقيم المتعامل بها يوميًا. كان قديمًا يوجه هذا الكلام للمقربين للطفل والمحيطين به، أما الآن فقد اتسعت دائرة التأثير، وأصبحت هناك دائرة التليفزيون والسينما والشارع والحى والمدرسة، وكل هذه الدوائر أصبحت مؤثرة، وهناك قنوات صالحة وأخرى فاسدة، ومن الجيران من هو صالح، ومنهم من هو فاسد، والأطفال يقلدون سلوكيات الكبار إن الطفل لا يعيش الطفولة جيدًا؛ بسبب عمل الأمهات ، كذلك المجتمع أخفق فى تقديم القدوة للأطفال؛ لكي يتمكن الطفل من التقليد والمحاكاة للقدوة ، وهو جزء طبيعي من حياة الطفل لكنه يفتقر الى هذه القدوة الحسنة ، وبسبب أوامر امريكا والدول الاوربية تراجع دور المسجد ولم يعد له دور في حياة الطفل حيث كنا سابقا بعيدين عن تاثيرات اميركا وحلفائها كنا نجتمع في المساجد ودور العبادة لنتعلم ونذاكر القران الكريم وما احلى تلك الساعات و الأيام وكانت خير مثل لنا اما الان فلم يعد دور لا للمسجد ولا للمعلم او المعلمة أو الأخوات الكبار، بل أصبحت القدوة والمثل الأعلى نماذج غير سوية تفرضها ثقافة الصورة، الوافدة الينا بكل قبحها من الغرب وتروج لها ليل نهار. فالطفل في هذه الأحوال لا يأخذ حقه فى التربية والرعاية، إضافة إلى أن كل المؤثرات داخل الأسرة وخارجها لا تسير بشكل طبيعي لان الأب والأم والمحيطين بالطفل مشمولين بتخطيط الصورة وبرامجها الموجهة للعرب والمسلمين خاصة وعامة ومنشغلين بها. .ومن خلال السمع والبصر، فلابد من تقديم نماذج قدوة حقيقية بعيدًا عن المهللين والمهرجين والباحثين عن المادة فقط؛ بصرف النظر عن القيم أو الانتماء، فلابد أن يستعيد المجتمع رشده وعقله وأهدافه الكبرى، فالأسرة وحدها لن تستطيع أن تقوم بدورها بمعزل من المجتمع.لتؤكد على دور الأسرة، ، وأن يعود دور المسجد فى التربية المجتمعية،.وزيادة البث الصوري الموجه للطفل، مع انتقاء الجيد وإنتاج افلام وقصص للصغار مثل كارتون عربى للأطفال، ويمثل واقعنا ومجتمعنا العربى المسلم. فالتليفزيون المحلى والفضائيات تقدم أسوأ نماذج القدوة لأطفالنا ، وهي نماذج ممسوخة ومصنوعة يعدها الإعلام الذي مسيطر عليه من قبل الاخطبوط الصهيوني العالمي الذي يمتلك كل وسائل الاعلام ويوجهها، ويقدمها ليربح ، وهى نماذج مثيرة جنسيا تنالا لإعجاب لدى الجنسين.ويستغل هذا الإعلام عدم وجود القدوة والمثل الأعلى؛ فيقدم الابتذال وكل إشكال العهر الفاضح للجسد، والسباق المثير بين الفريسة والصياد.هذا يحدث فى ظل غياب نماذج القدوة فى المنزل والمدرسة والإعلام والانحطاط الأخلاقي والقيم، وعدم وجود الهدف المشترك الذى يجمع المجتمع ومن هنا تصبح خطورة الصور على أنه وبقدر ما تفضح الصورة حجم المأساة الاجتماعية المتخفية بقدر ما تخرق حجب المسكوت عنه في المتغير الاجتماعي الذي اصبح لايطاق نتيجة القهر الاجتماعي المفروض على ما مسموح به وهو حق الشعوب بالعيش والتمتع بالحياة من هنا يجب إن يبرز دورا لمعلم والأب والأم والمؤسسات التعليمية بجانب دور الأسرة؛ هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق المدرسة والمعلمين؛ فالمعلم يجب أن يكون قدوة يقتدي بها الطفل، ويجب أن يعي دوره جيدًا، ويوجه الأطفال فى مرحلة الطفولة؛ لأن هناك فيجب أن لا نهمل دور المؤسسات الاجتماعية المحيطة بالطفل (التى تؤثر فيه ويتأثر بها)، ونلقى اللوم على الإعلام وحده. التحكم في التكنولوجيات الحديثة وبناء مجتمع المعرفة ومن ذلك الاستراتيجية المتناسقة الأبعاد. تلك الصورة التي ربما تبقى في جانب منها شفاهية حدود أننا نجد الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة ، يستطيع التواصل مع القصص التي تعتمد على الصورة فقط ، ويتفاعل معها وأن الطفل يستطيع تمييز مالا يستطيعه الكبار، وتنطبع الصوره بذهنه بسهولة ويسر .
التأثيرات الاجتماعية والسياسية لثقافة الصورة:
---------------------------
(إن الصورة عبر وسائل الاتصال الحديثة قد قلبت تماما دور المجتمع عامة والاسرة خاصة واغتصبت الذات وانتهكت الحرمات الخصوصية علنا جهارا نهارا ودون أية علامات استفهام لهذا الواقع الذي يعرض علينا ومساءلة علاقته بالواقع الذي نعيشه. نحن بامس الحاجة الى تلفزيون عربي ذو برامج تساعد على التنشئة الاجتماعية والتربوية لأجل تربية الناشئة العربية على الالتزام وان نبتعد عن التطبيع و الانكشاف حيث القبول بكشف كل عوراتنا وانهاء هذه الظواهر الناشئة عن تأثير وسائل الاتصال الحديثة كالتحوّل في القيم والتطبيع مع العنف والخنوع والإذلال) (9) التي أصبحت حالة مطلوبة من التلفزيون ومطالب بها ممن هو اعلى من الدولة لجهات عليا صاحبة القرار ان يوجهها بهذا الاتجاه . نجحت الصورة وثقافتها في إحداث تغييرات جذرية على السلوك الاجتماعي الثقافي الممارس للجماعات والأفراد. ولم تسلم من هذه التأثيرات المجتمعات ذات التركيب الاجتماعي التقليدي والثقافات المحافظة، او تلك التي تعيش حراكا دائبا على المستوى الاجتماعي وانفتاحا على المستوى الثقافي. ان هذه التغييرات التي لا تعبّر بالضرورة عن اشكال من التفاعل الحقيقي بين وسائل الاتصال الحديثة والمضامين التي تمرّرها وبين المجتمعات والثقافات التي اخترقتها هذه الثقافة و انفتحت طوعا عليها. لقد انعكست ثقافة الصورة على الأفراد والمجموعات من خلال تأثيرات التلفزيون على العلاقات الاجتماعية لان المجتمع يرتبط ارتباطا متزايدا بالمعرفة في شكلها المعلوماتي وبتقنيةا الاتصالات والتأثير عن بعد في مجال المعلوماتية والوسائل المسموعة والمرئيّة، التي أصبحت تخترق الزمان والمكان ، واصبح التقبّل امرا حتميا وهي ثقافة عامة الشعب التي انتشرت خاصة مع انتشار المسلسلات والبرامج التلفزونية الأمريكية التي أثارت جدلا عريضا في أوروبا وخاصة في فرنسا، اما في البلاد العربية فهناك من يشجع عليها ولا يوجد مصدر حكومي وخاصة في دول الخليج ودول اخرى من يطالب بالاستثناء الثقافي لحماية الثقافة الوطنية من أنماط السلوك والتفكير التي تروّج لها تلك البرامج. المعولمة الصورة وانتشارها ومركزيتها ثمّ تسييسها، حيث أصبحنا نعيش حرب الصور والرموز التي عشناها مع حرب الخليج الثانية والحرب الامريكية على العراق وسقوط بغداد، ورأينا كيف يُجهز جندي أمريكي على عجوز يجلس في بيت من بيوت الله في الفلوجة، وكيف تخترق عشرات الطلقات جسد طفل فلسطيني مع ابيه جوار الحرم القدسي ، وقد انتقلت هذه الصور عبر العالم ، والمجثمع العربي صامت ومخدر بفعل الصورة في حين تظاهر احرار العالم على هول المجازر التي ترتكب على المجتمع العربي في العراق وفلسطين والسودان ....والخ .( باعتبار ان ثورة الاتصالات هي المدخل الذي دخل علينا بدون استئذان وكانت هناك استجابات وقبول وبفعل الاحتكار الامريكي للاعلام وخوضه حربَ رموز صورية ذات ابعاد كثيرة في تاثيراتها الاجتماعية ، بل أيضا لإبراز الهيمنة الامريكية على العالم. (10) في حين يمنعون برامج ومسلسلات عربية تدافع عن القضية الفلسطينية وتبرز أبعاد مأساة الشعب الفلسطيني ممّا يؤكد ان حرب الصور وحرب الرموز حرب غير متكافئة، بالاضافة الى ذهاب هذه الحرب الى تطويع المتفرّج وقبوله او تطبيعه مع العُنْف المُرَوّج. (النظام الاجتماعي بأكمله بدأ يفقد شيئاً فشيئاً قدرته على الاحتفاظ بماضيه هو ذاته. إنه يعيش في حاضر أبدي. الماضي القريب يصبح تاريخاً بعيداً. مما يطمس المرجعيات الاجتماعية"(11).
لقد اخترقت الصورة كل الحجب الموضوعة لتدخل في صميم التكوين النفسي والعقلي لمجتمعنا، وإذا كنا جميعا في الفترة الحالية مخضرمين أو واقعين بين فإن الأجيال التالية لنا بقليل أو كثير ستكون تحولات ثقافية واجتماعية كبيرة وكثيرة. هذه التحولات التي تنتج داخل البيت الواحد وتخلق حالات من الفزع النفسي والعقلي أمام كثرتها وتداولها الكبير، والمجتمع بحكم تقليديته فإنه يحاول الانغلاق على نفسه انغلاقاً يجعل منه في الأخير قنبلة موقوتة. وحين تصبح كل الوسائل متاحة للعقل الذي لم يتعود غير انغلاقيته فلابد من تفريغ الشحنات المكبوتة من خلال هذه الوسائل.
ثم.. إن التعامل مع الصورة يحتاج إلى نوع من القراءة خاص، أي أننا لا يمكننا أن نقرأها من ثنائية الرفض أو القبول ، ذلك أننا لا نملك خيار الرفض والقبول في استقبالها في الأساس، فالتعامل معها يتم بشكل حضاري وشفاف،
اما برامج تلفزيون الواقع العربي الاجتماعية والسياسية فانه يعيش عالم الاغتراب في بلده وقد يكون مفروضا عليه وقد اطلق البعض عليه بانه تلفزيون الترويج لثقافة الطاعة والانقياد والخضوع وتلفزيون المزابل والبعض الاخر يطلق عليه بتلفزيون القمامة المستهلكة للأخلاق العامة . ان معظم الصور في الأفلام الأمريكية والمنتجة في الغرب افترضت بداهة "ان سيادة القوى الإمبريالية باقية أبدا، وبأن هيمنة هذه القوى على الشعوب والأمم غير الاوروبية كالقضاء والقدَر الذي لا رادّ له" الا أنّ أرادات الشعوب وثقافاتها المقاومة كانت لها الغلبة في نهاية المطاف . ان وسائل الاعلام مدعوّة الى ان تستمدّ مضامينها من اتساقها مع الحياة اليومية للمجتمع بمقاربة تُزاوِجُ فيها بين وظائفها الرئيسية وهي الإخبار والتثقيف والترفيه والرقابة على البيئة، كما ان هذه الوسائل مدعوّة الى مواجهة تحديات خارجية وداخلية جمّة ومنافسة شديدة وهو ما يتطلّب اعتمادها على كل مقومات الثقافة، بالإضافة الى اداء وظيفتها في مناخ تسوده حرية الرأي والتعبير وتشارك فيه كل الكفاءات الوطنية القادرة على الابداع والتجديد والتواصل مع الآخرمن خلال، اللغةوالفكر بجميع مستوياته، والعلم والمعرفة، بالاضافة الى العقائد والديانات والقيم والاعراف الثقافية. والرموز، ، ان احدى أبرز الخاصيات الأساسية للرموز الثقافية، ، هي سرعة الانتقال، وقد تزامن نسق سرعة انتقالها مع بروز وسائل الاتصال الحديثة وانتشارها في الزمان والمكان واختراقها لنسيج المجتمعات والثقافات االتي هي المقوّمات الأساسية لثقافة البلد و التي تميّز الجنس البشري ان الثقافة الأوروبية كانت دائما داعمة للآلة الاقتصادية والسياسية الكامنة في المركز المادي من الامبريالية، بحيث يمكن الكشف عن التواطؤ الكلي والتشابك الحميمي بينها وبين الامبريالية. ولكن هل ستقاوم الثقافة الشعبية بالقدر الذي يمنحها قدرة على الامتداد والبقاء رغم شراسة هجمة ثقافة العولمة الذاهبة في اتجاه تمييع الثقافات المحلية الرسمية وغير الرسمية . أهمية التراث باعتباره احدى التعبيرات الثقافية المرتبطة بالهوية والجذور وانه ملك المجتمع ولا يحق لأية جهة التفرد به.. ولأنه ملك للجميع فهو يحتاج الى عناية العديد من الأطراف والى العديد من المختصين بعيدًا عن ايّة نظرة دونية بعيدا عن محاولات التشويه التي تلحق بالتعبيرات الثقافية التراثية وتقديمها على سبيل العرض كمومياء ميتة لاروح فيها ، وبطريقة مندثرة، في حين انها تسكن روحية النسيج الاجتماعي. كما تكمن في ذاكرتنا وضمائرنا ووجداننا، إن رعاية التراث والعناية به وحفظه وتطويره وتوظيف وسائل الاتصال الحديثة في هذا الاتجاه. وضرورة الارتقاء بالتراث الى مستوى الاشكالية العلمية بدلا من مقاربته بشكل التعاطف أو الانفعال، ومنها التساؤل عن مشروعية الحديث عن حيوية التراث في حالة اندثار او تحوّل البنى الاجتماعية التقليدية التي قامت على انتاجه . علينا إن نصون كل النتاج التراثي الثقافي الذي له ارتباط مباشر بالقيم الاجتماعية والفلكلورية الأصيلة التي أرساها المجتمع .
الجمهور ووسائل الاتصال وثقافة الصورة
----------------------------
ماذا تفعل وسائل الاتصال بالثقافة؟ وماذا تفعل ثقافة الصورة بوسائل الاتصالمن خلال ثورة الاتصال وتأثيرها على المضامين الثقافية ان الارتباط بين وسائل الاتصال والثقافة ، احدثت ثقافة الصورة الاتصالية هزات ثقافية، ويمكن القول حينئذ العلاقة بينهما قديم قِدمَ التحوّلات التي شهدتها تطور الجمهو ر من خلال( الميديا) عبر وسائط الاتصال. إن الجمهو ينثقف بثقافة الشعبية من خلال هذه الصور مما يقوده الى مستوى من مستويات الانفصام الثقافي، بعيدا عن المنظور التربوي والنفسي والاجتماعي. والمطلوب التغيير في طبيعة علاقة هذه الأخيرة بوسائل الاتصال، باعتبارهم مدعوين الى تعزيز فرق الانتاج والتجديد والابتكار داخل مؤسسات الاعلام التي تخوض حاليا حرب البقاء وكسب معركة المنافسة التي يفترضها الاعلام المُعَوْلَمُ. لا من حيث اعتبار الجمهور0( x ) المحدد بانه حصتهم النهائية بل باعتبار انه الجمهور الافتراضي الذي سعملون على .تربية الأفراد وتنمية قدراتهم ومداركهم ومعارفهم، كما يلعب دورا في ديناميكية المجتمع لأنه يمكن ان يكون مؤشر تقدّم أو تقهقر اجتماعي، هو جملة التفاعلات الناطقة والصامتة على حدّ السواء بيننا وبين أشياء محيطنا، فالهاتف الذي لا يرنّ له قيمة تواصلية شأنه شأن النبتة والصخرة والنور وما الى ذلك، من الأشياء التي تنخرط في سياق ثقافي،وكذلك التلفازالمستقبل والمرسل (ذوي القابلوين )وهوالمستخدم في التسوق من خلال البيتوالاسواق الكبرى العالمية وهي تمثل مقوّمات ثقافة مجتمع ما، فالثقافة التصويرية بدأت تأخذ مجالها في السياق العام داخل المجتمعات العربية وهو ما يعني ان التواصل ينخرط في جملة القيم التي تنتجها الثقافة، ويصبح بالتالي الفصل بين الثقافة والاتصال فصلا واهماوقد انتشرتثقافة الصور المتداولة في هذه الفضاءات مثل دور الثقافة ومكاتب الانترنيت والاندية ودور الشباب والمقاهي والمخيمات والرحلات والفنادق الجامعات وحتى في البيوت وغيرها.
ان الحديث عن الثورة الاتصالية كثيرا ما يقود الى الحديث عن الانعكاسات السلبية لهذه الثورة، وكثيرا ما ننسى ان هذه الثورة قد شجعت القطاعات الثقافية على النموّ بما قلّص من المسافات بين الشعوب والمجموعات وعلى تقاسم أشكال الانتاج الفكري والفنّي وفضاءات التثقيف والترفيه والترويح خصوصا بفضل ما أدّت إليه التحوّلات العميقة في مفهوم العمل والأنشطة الملزمة، واتجاهات الترفيه وعلاقتها بثقافة الصورة وذلك من منظور تربوي ونفسي واجتماعي. بالدور الذي يلعبه الترفيه في تربية الأفراد وتنمية قدراتهم ومداركهم ومعارفهم، كما يلعب دورا في ديناميكية المجتمع لأنه يمكن ان يكون مؤشر تقدّم أو تقهقر اجتماعي، كما ان الترفيه يعدّ عاملا مساعدًا على تمثل مقوّمات ثقافة مجتمع ما، وقد ساعدت الثورة الاتصالية على تطوير مسالك الترفيه وسهولة تواصل الثقافات، وتقاسم الأفكار والقيم والمواقف وأشكال السلوك. ويعدّ الانترنيت، في العديد من الدول، المجال الأوّل للترفيه خاصة بالنسبة للشباب. مرجعيتها الثقافية هي الصورة باستقبالها أو إنتاجها مما يخلق تحولات جذرية في بنية العقل لدى الأجيال القادمة، وتنطبق هذه الحالة على جميع الثقافات الكونية، فلسنا وحدنا من سوف تقع عليه هذه التحولات، فالمجتمعات جميعها في مرحلة ثقافة الصورة هي الغازية والمغزوة في اللحظة ذاتها.
حين تخترق لقطة من مسلسل حجب المسكوت عنه في المجتمع المغلق تقوم قيامة كثير من المنغلقين كونه مسلسلاً اعتمد على الصورة المركزة
جب إن يحرص الآباء على مراقبة أبنائهم وحرصهم على تخصيص أوقاتهم الحرّة للدراسة أيضا، لان برامج البث التلفزيزني الغربية آسرت قبضة التلفزيون على الشباب، واصبح المشاهد المذهول أو المشاهد النتبه الذي يَفصِلُ فيه جهازُ التلفزيون عن أي شيء اخرفي محيطه.. والعمل على تحصين الشباب من ثقافة الصورة الوافدة بكل اشكالها ، في كثير من الدول عشرات الخبراء في علم النفس يعملون بالتنسيق مع برامج التلفزيون والتربية وهذه الخاصية للاسف مسفهة لدى كثير من المسؤولين على البث الفضائي العربي الرسمي خاصة وفي هذه المقاهي يتمّ تداول ثقافات مغايرة تتصل بواقع الثورة الاتصالية التي ألغتْ عُنْصُرَيْ الزمان والمكان وخلقت أشكالا جديدة من التفاعل الثقافي، وكان من جملة النقاشات التي أثيرت حول هذه المداخلة عدم تطرّقها الى واقع ارتياد المرأة للمقهى كمؤشّر لتحرّرها، وظهور أصناف عديدة من المقاهي لفئات جديدة، ولمستويات معيشيّة مختلفة، ودراسة المقهى كفضاء للتبادل الرمزي والعاطفي وكفضاء للهروب من أعباء الأسرة والتزاماتها الخ..
الصورة والتأثيرات الاقتصادية :
إن اعلانات الصورة التي تقوم بتوزيعها الشركات والمكاتب وغيرها في العالم الغربي أن هذه الصور تقدم صورة متخلفة للانسان العربي، وهي بعيدة عن الواقع، والتاريخ.. إن ثقافة الصورة اثرت على اقتصاديات الوطن العربي كثيرا في الاستهلاك وفي الانتاج مما الغى دورا للبضاعة الغربية بكل اشكالها وكان التهميش الاقتصادي نصيب الوطن العربي حيث يمارس ا فيه الغرب الهيمنة بكل انواع الميديا وعبر الشبكا اللدولية للانترنيت عمليات الاخضاع والتحجيم للبلاد العربية، ، لتجعل منه سوقا استهلاكيا تداولياً لا يمكن الهروب منه أو وضع الحواجز في طريقه أو حتى غض الطرف عنه. وكانت الصورة هي أحدث مظاهر سيطرت التغيرات الاقتصادية الاجتماعية فهي ما تزال تشكل له هاجساً نفسياً يجعل منه منتجاً (بفتح التاء) مرفوضاً رفضًا قاطعًا، أو في المقابل مستهلكاً استهلاكاً مضراً أكثر منه نافعاً صنع الصورة هو المحرك في تقييمنا "الأخلاقي" للصورة من ناحية القبول أو الرفض.تبعا لتعامله مع المتغير الحضاري، وكيفية استقباله أن السيطرة على الصورة هي الخطوة الأولى للسيطرة على الدولة.
لقد جعلت أجهزة الكمبيوتر من إنتاج الصورة وتوزيعها أمراً ممكناً وبسهولة يصعب تصديقها، فالكمبيوتر أكثر من أي اختراع آخر، هو المسؤول الآن عن هذا الانفجار الكبير في الصور، وقد تنبأ بعض خبراء الكمبيوتر بأنه خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين سيحدث الاتحاد أو الدمج التام بين تكنولوجيا الكمبيوتر وفي نفس هذا السياق يقول الفيلسوف وأستاذ تاريخ الحضارة في جامعة كاليفورنيا فردريك جيمسون كما نقله مرحلتين: مرحلة الثقافة المكتوبة ومرحلة الثقافة المصورة،
مراحل التحول الاجتماعي فإننا لابد من أن نعي أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، أو وتبعا لذلك ان معالجة خلق صورة خلق زمن جديد للزمن المفترض ،و تعالج آلامه معالجة الطبيعة لذاتها،
اما التأثيرات لثقافة الصورة في الاقتصاد في في الوطن العربي ظل عرضة للتخلف وكذلك ما اتسم به اقتصاد بلدان العالم الثالث؛ مما طرح في المقابل، ضرورات النمو المتسارع للوتائر الاقتصادية (مشمولة فيما بعد بالوتائر الاجتماعية والسياسية)، وهي التي اصطلح على تسميتها بالتنمية، غير أن اندماج هذا النمو، وتلك التنمية في الاقتصاد العالمي - وهو اقتصاد المركز المتقدم، الأمريكي والأوروبي، أو الدولة الصناعية، أو دول الشمال - جعل اقتصادها يخدم الاقتصاد العالمي، أو ما عرف باسم التنمية الموجهة للخارج، وقوامها تغذية المركز بالمواد والخامات والنفط،
وغني عن القول بعد ذلك، أن التبعية الثقافية والإعلامية أخطر من التبعية الاقتصادية، لأن الأولى تتجه إلى رهن الإرادة القومية والوطنية، بما في ذلك استتباع القرار القومي والوطني - الذي ينبغي أن يكون مستقلاً - لهيمنة المركز، وعلى رأسه الولايات المتحدة.
شعور المرء بأنه مبعد عن البيئة التي ينتمي إليها، فيصبح منقطعاً عن نفسه، ويصير عبداً لما حوله، يتلقى تأثيره المتمثل في إنجازات الإنسان ومواصفاته ونظم حياته، دون فعالية تذكر. والأمران يتوافقان أو يتكاملان فيما بينهما، في حالة الثقافة العربية التي تعاني التغريب، بما هو فك العرى الوثيقة بينها وبين تاريخها وتراثها، وبينها وبين وظائفها التاريخية والعضوية والنفسية.
سيادة النزعة الغربية، أو الاحتذاء بالغرب (أوروبا والولايات المتحدة)، والثاني هو الاستلاب أو الاغتراب؛ أي خلق هوة بين المرء وواقعه، حين تغلف الذات بمشاعر الغربة والوحشة والانخلاع والانسلاخ، واللا إنتماء بعد ذلك.
، إن التطورات التي حدثت لأجهزة الفيديو والشاشات التلفزيونية الكبيرة والعريضة وأجهزة الفاكس والتلفونات المحمولة، وكل ما حدث خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وما بعدهما هذا كله يبدو بمنزلة الطفرة في التعامل مع عالم الصورة. (إن الثروة والسلطة، كما يقول بول فيليو، رهينتان بالسرعة، ففي المجتمع اليوناني القديم كانتا لصاحب المراكب الأسرع، وفي عصر الفروسية أصبحتا للأسرع في ركوب الخيل وفي توجيه الطعنة القاتلة لمبارزيه، وفي عصر الصناعة تحولتا للأسرع في إنتاج البضائع وتعريفها، واليوم، عصر العولمة، صارتا للأسرع في نقل المعلومات وفي التعامل مع أسواق المال. وهذه السرعة تترك آثارها الواضحة على علاقة الإنسان المعاصر بعالمه المادي. فيما كانت تلك العلاقة علاقة تماس ثم علاقة اتصال، تحولت اليوم إلى علاقة عن بعد، علاقة إيصال فالإنسان المعاصر بات قادراً ليس على مكالمة الآخر ورؤيته عن بعد فحسب، بل وأيضا الإحساس به عن بعد بفضل إمكان إمداد إدراكه بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية للالكترونيات وعالم الصور).
الصور عبر التاريخ
تغير الدور الذي لعبته الصور، عبر التاريخ، بشكل مؤثر، فمثلاً تطور الفن الذي نشأ أصلاً بوصفه تعبيراً عن المذاهب الدينية، تطور عبر الزمن، فأصبح موضوعاً ذا قيمة محصورة في طبقات الأثرياء فقط، ثم انه أصبح في النهاية موضوعاً يتعلق بالسياق الخاص بتجارة الفن في عالمنا اليوم، وهو ذلك العلم الذي يستطيع فيه المشترون أن يشتروا الفن بوصفه منتجات أو سلعاً.
المفارقة الآن هي أننا نعيش في عالم أصبح فيه مصطلح مفهوم المصداقية مفهوما يعاد إنتاجه أيضاً ويغلف ويباع ويشترى على نحو مألوف أو روتيني، نحن نعيٍش في مجتمع تهيمن عليه المنتجات على نحو وافر وجماهيري
شكلت ثقافة الغرب ، الاستعلاء والتكبر؛ تعبيراً عن موقع الغربي، وكانت العلاقة الاستشراقية محكومة بموقعه كمستعمر، وكلما اتسعت حلقات وعي الذات القومية والوطنية إزاء الآخر الغربي، توضحت بجلاء أكبر، حدة المعاناة التي تواجهها الثقافة العربية في مواجهة التغريب، احتذاء بالغرب، أو سلباً واغتراباً عن الهوية والخصوصيات الثقافية بتأثير الغرب نفسه، منتج وسائل التغريب الضخمة.
يضع جمهور الأطفال والناشئة أمام الاستبداد التقني الذي يقلل الخيال والإبداع بعد ذلك، ناهيك عن سرقة الوقت، وهدر الطاقة الجسمية، والمشاعر والأفكار، ووضع هذا الجمهور في حالة عطالة ذهنية وثقافية أمام منتجات التنميط الثقافي وقوتها الهائلة.