ماهية وسائل الإعلام الجماهيرية
المبحث الأول:مفهوم وسائل الإعلام الجماهيرية
تشير عبارة وسائل الإعلام الجماهيرية إلى المسرح، الكتاب، الجرائد، الراديو، التلفزيون والانترنيت ولو أننا في بعض الأحيان عندما نشير، إلى وسائل الإعلام فإننا نشير إلى التلفزيون والجرائد، فتعتبر وسائل الإعلام الجماهيرية منتجات التصنيع والعصرية ولا يمكن التحدث عنها إلا بوجود جماهير غفيرة التي تكونت بفعل التحضر وقد تطورت مع ظهور الجرائد، الراديو، التلفزيون والانترنيت. وأول جريدة ظهرت هي جريدة البنس الواحد 1833 في نيويورك.
المبحث الثاني:أسباب ظهورها يعود سبب ظهور وسائل الإعلام الجماهيريةالى عدة أسباب أهمها
الطباعة: تم اختراع الطباعة على يد الألماني Jihan Gutenberaf في القرن 15 عشر، وبهذا نرى أن اختراع الطباعة في هذا القرن قد ساهم في سرعة تنقل المعلومات إلى أماكن شاسعة وزاد من ضخامة المعلومات من حيث الكمية وأتاح للناس فرصة شراء الكتب فمكنهم من الإطلاع على ثقافة الغير.
كذلك ظهور الثورة الصناعية وانتقال الناس من الأرياف إلى المدن وظهور الفراغ تطلب إيجاد وسائل للإشباع الحاجيات الاجتماعية ومن هنا انطلق ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية.
المبحث الثالث: أنواعها و خصائصها
أ- أنواعها:
1. السينما: نعني بها فن تحريك الصور وتسمى كذلك بالخيالة وهي من أصل يوناني "كنما" وتعني للحركة وهي وسيلة اتصال جماهيرية تحاكي الواقع وتستخدم لأغراض تعليمية وتثقيفية ودعائية وتعتبر فنًا وعلما وصناعة وسلعة في آن واحد.
2- الإذاعة: هي ما يبث عن طريق الأثير باستخدام موجات كهرومغناطيسية بإمكانها اجتياز الحواجز الجغرافية والسياسية وربط مستمعيها برباط مباشر وسريع.
تعد الإذاعة كاختراع تقني جاء كوسيلة وحصيلة لعدة أبحاث وتجارب بدأت مع مطلع القرن 19 عشر وتعد من أهم وسائل الإعلام الإلكترونية وهي نتيجة الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي خاصة في المجال السلكي واللاسلكي.
3- التلفزيون: عن ظهور التلفزيون في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات كوسيلة تكنولوجية جديدة تطورت وانتشرت في المجتمع الأمريكي خاصة وكذلك لم تعترضه معوقات كثيرة كما حدث مع الراديو أو الوسائل الأخرى والسبب راجع إلى تجربة المجتمع مع وسيلة الراديو وتقودهم عليها والتي ورث منها التلفزيون، كل ما يمكن أن يسهل عملية الانتشار والرواج، كما يعتبر من أبرز الاكتشافات في ميدان الإعلام وذلك للمزايا الشكلية التي يتفوق بها على وسائل الإعلام الأخرى، وكذلك يعتبر وسيلة معقدة تستخدم لغة الكلمات والصور المرئية والصوت وتوليد الانطباعات.
4- الأنترنات: تعتبر شبكة الأنترنات من أعظم الإنجازات في تاريخ الحاسب والاتصالات حيث تعتبر من التقنيات التي أحدثت ثورة في أسلوب التعامل بين المهتمين بأمور الحاسب عامة والعاملين في قطاع العلوم الأخرى خاصة، كما أنها تضم مجموعة عالية من مصادر المعلومات وهي ضخمة لدرجة أن أحدًا لا يستطيع استيعابها بمفرده، يعد أول ظهور لها في السبعينات حيث بدأت بشبكة أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية وأسمتها "أربانت".
ب- خصائصها:
1- القدرة على توصيل الرسائل إلى الجمهور.
2- عرض متباين للاتجاهات والمستويات.
3- إيصال الرسالة في نفس اللحظة وبسرعة فائقة عبر أنحاء العالم.
4- محتوى وسائل الإعلام يروج اهتمامات الجماعات المهيمنة في المجتمع.
5- دور وسائل الإعلام الذي تلعبه في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية.
المبحث الرابع:وسائل الإعلام الجماهيرية بين الوظيفية والنقدية:
1- النظرية الوظيفية:
يهتم مفهوم الوظيفية بتحليل العلاقة بين النظام ككل والوحدات المكونة لهذا النظام وقد تناولته كل من العلوم البيولوجية والاجتماعية والسلوكية واعتمدت عليه في تحليل الوظائف التكاملية التي يتضمن بها هذا النظام ككل، ففي علم الاجتماع والبيولوجيا مثلا بتحليل جسم الإنسان نظامًا كليا يحتوي على مجموعة من الأعضاء ويقوم كل عضو بدوره في حياة النظام ككل. ويتضمن مفهوم الوظيفية في النظام الاجتماعي مجموعة من الوحدات والوحدة يمكن أن يكون الفرد أو المؤسسة الاجتماعية أو الثقافية وتمارس هذه الوحدات مجموعة من الأنشطة داخل بناء مثل النظام الليبرالي، وينتج عن ممارسة الأنشطة التي تقوم بها الوحدات داخل البناء مجموعة من الوظائف مثلا دور السلوك الفردي أو الجماعي في الحفاظ على البناء الاجتماعي والربط بين أثار هذا السلوك واحتياجات البناء الاجتماعي، فمثلا تقديم وسائل الإعلام للإخبار يؤدي إلى زيادة معلومات الأفراد، وتحقيق الترابط الاجتماعي ونقل التراث الحضاري من جيل إلى جيل آخر، وتجد هناك من ناحية أخرى ما يسمى بالاختلال الوظيفي؛ الذي يشير إلى الآثار الغير المرغوبة التي قد تحدثها وسائل الإعلام مثلا هناك عرض الأخبار يؤدي إلى زيادة القلق والاضطراب لدى الفرد.
2- النظرية النقدية:
تفترض النظريات التقليدية أن وظيفة وسائل الإعلام هي مساعدة أصحاب السلطة في المجتمع على فرض نفوذهم والعمل على دعم الوضع القائم وذلك كانت دراساتهم النقدية للأوضاع الإعلامية وانتشار الثقافة الجماهيرية بدلا عن الثقافة الراهنة لوضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الإعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة على المجتمع. وتتفق الدراسات النقدية في تحديد علاقة وسائل الإعلام بالقوى الاجتماعية والسياسية.
وتنتمي النظريات النقدية إلى الفكر الماركسي وهي تمثل مدخل يطلق عليه المدخل الثقافي وتستمد هذه النظريات أفكارها من مدرسة فرانكفورت ومن أهم ممثيلها "هوركانير" و"أدوريو" و"ماركوزي" حيث ترى هذه الأخيرة الثقافة الجماهيرية ذات الطابع لتجارية، حيث كانت الوسيلة الأساسية التي مكنت الاحتكارات الرأسمالية من تحقيق النجاح في هذا المجال.
ولقد لخص "ستيوارت ميل" حول أبرز رواد النظرية النقدية الأعمال التي قام بها مركز الدراسات الثقافية المعاصرة بجامعة برمنجهام بإنجلترا كما يلي:
- دراسة محتوى وسائل الإعلام على المستوى الأوسع بدلا من نماذج التأثير المباشر التي تعتمد على المثير والاستجابة والتأكيد على قوة وسائل الإعلام الفكرية والثقافية.
- التأكيد على العلاقة بين ترميز وسائل الإعلام وبين تفسيرات الجمهور.
- الاهتمام بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية وتقديمها والتي تختلف تمامًا عن نماذج الثقافة الجماهيرية التي تتناولها البحوث الأمريكية.
ويقسم محمد عبد الحميد النظريات النقدية إلى اتجاهين رئيسيين فالأول يستعير من الماركسية مفهوم الصراع من أجل بقاء الوضع كما هو وسيطرة الطبقات أو أصحاب المصالح المسيطرة وهيمنتها على وسائل الإعلام وتوجيهها لما يضمن استمرار هذه الهيمنة ويتبنى هذا الاتجاه أصحاب مدرسة فرانكفورت والنظرية الثقافية النقدية.
المبحث الأول: علاقة وسائل الإعلام الجماهيرية بالمجتمع الجماهيري:
هناك علاقة "جدلية" بينهما بمعنى أن التأثير ليس له "اتجاه واحد" بل في اتجاهين وستظهر هذه العلاقة عندما نتحدث عن علاقتها بالأنظمة الاجتماعية، إذ لا يمكن تفسيرها نظرًا لكونها صعبة ومعقدة فقاموا بإدراجها ضمن الأنظمة الاجتماعية، فتتجلى العلاقة بين وسائل الإعلام والنظام السياسي من خلال قدرتها على إعطاء السياسيين جمهور بحجم وتشكيله لا يمكن إعطائها بأي وسيلة أخرى وكذلك علاقة الثقة التي تربطها بالجمهور وخاصة التلفزيون وعمومًا يصادف وسائل الإعلام خاصة في البلدان الديمقراطية وكذلك قدرتها على تشكيل الرأي العام ودورها في تنشيط الحملات الانتخابية وصنع صورة السياسيين بالإيجاب والسلب. وكما تتجلى علاقتها بالنظام الاقتصادي من خلال أنها أصبحت صناعة قائمة بذاتها وكذلك تساهم في الاقتصاد من خلال الإشهار فتعتبر من القطاعات المشغلة لليد العاملة، إضافة إلى ذلك على أنها تقوم بجلب رأس مال معتبرة للاستثمار.
أما بالنسبة للنظام التربوي بالرغم من أنها تعتبر مصدر معلومات ومعرفة إلا أنها موضوع انتقادات. وذلك بسبب قلق الأولياء على الساعات القليلة التي يقضيها الأطفال والمراهقون أمام شاشة التلفزيون أو الحاسوب وكلما زادت مشاهدة التلفزيون قل معامل الذكاء لدى الأطفال، كما يتأثر الأطفال والمراهقون بالصور في التلفزيون.
كما تتجلى علاقتها بالنظام الأسري من خلال أنها أصبحت الأولياء الجدد للأطفال، كما يقلل التلفزيون والأنترنات من التفاعل داخل الأسرة ويقلل من زيارة الأقارب إلى جانب خلق التطلعات الصاعدة والممزقة لامتلاك الماديات على حساب الأفراد، وكذلك تشجيع القيم المادية والاستهلاكية على حساب القيم الروحية والإنتاجية، أما بالنسبة للنظام الديني فيمكن أن تساهم وسائل الإعلام في نشر العقيدة وتساهم في تنشأ النشء الصغير في فهم القيم الدينية. وكذا التعريف بالمقومات الدينية والتراثية وكما يمكن أن تعمل في عكس هذا الاتجاه عن طريق نشر القيم المنافية للعقيدة.
المبحث الأول:مفهوم وسائل الإعلام الجماهيرية
تشير عبارة وسائل الإعلام الجماهيرية إلى المسرح، الكتاب، الجرائد، الراديو، التلفزيون والانترنيت ولو أننا في بعض الأحيان عندما نشير، إلى وسائل الإعلام فإننا نشير إلى التلفزيون والجرائد، فتعتبر وسائل الإعلام الجماهيرية منتجات التصنيع والعصرية ولا يمكن التحدث عنها إلا بوجود جماهير غفيرة التي تكونت بفعل التحضر وقد تطورت مع ظهور الجرائد، الراديو، التلفزيون والانترنيت. وأول جريدة ظهرت هي جريدة البنس الواحد 1833 في نيويورك.
المبحث الثاني:أسباب ظهورها يعود سبب ظهور وسائل الإعلام الجماهيريةالى عدة أسباب أهمها
الطباعة: تم اختراع الطباعة على يد الألماني Jihan Gutenberaf في القرن 15 عشر، وبهذا نرى أن اختراع الطباعة في هذا القرن قد ساهم في سرعة تنقل المعلومات إلى أماكن شاسعة وزاد من ضخامة المعلومات من حيث الكمية وأتاح للناس فرصة شراء الكتب فمكنهم من الإطلاع على ثقافة الغير.
كذلك ظهور الثورة الصناعية وانتقال الناس من الأرياف إلى المدن وظهور الفراغ تطلب إيجاد وسائل للإشباع الحاجيات الاجتماعية ومن هنا انطلق ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية.
المبحث الثالث: أنواعها و خصائصها
أ- أنواعها:
1. السينما: نعني بها فن تحريك الصور وتسمى كذلك بالخيالة وهي من أصل يوناني "كنما" وتعني للحركة وهي وسيلة اتصال جماهيرية تحاكي الواقع وتستخدم لأغراض تعليمية وتثقيفية ودعائية وتعتبر فنًا وعلما وصناعة وسلعة في آن واحد.
2- الإذاعة: هي ما يبث عن طريق الأثير باستخدام موجات كهرومغناطيسية بإمكانها اجتياز الحواجز الجغرافية والسياسية وربط مستمعيها برباط مباشر وسريع.
تعد الإذاعة كاختراع تقني جاء كوسيلة وحصيلة لعدة أبحاث وتجارب بدأت مع مطلع القرن 19 عشر وتعد من أهم وسائل الإعلام الإلكترونية وهي نتيجة الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي خاصة في المجال السلكي واللاسلكي.
3- التلفزيون: عن ظهور التلفزيون في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات كوسيلة تكنولوجية جديدة تطورت وانتشرت في المجتمع الأمريكي خاصة وكذلك لم تعترضه معوقات كثيرة كما حدث مع الراديو أو الوسائل الأخرى والسبب راجع إلى تجربة المجتمع مع وسيلة الراديو وتقودهم عليها والتي ورث منها التلفزيون، كل ما يمكن أن يسهل عملية الانتشار والرواج، كما يعتبر من أبرز الاكتشافات في ميدان الإعلام وذلك للمزايا الشكلية التي يتفوق بها على وسائل الإعلام الأخرى، وكذلك يعتبر وسيلة معقدة تستخدم لغة الكلمات والصور المرئية والصوت وتوليد الانطباعات.
4- الأنترنات: تعتبر شبكة الأنترنات من أعظم الإنجازات في تاريخ الحاسب والاتصالات حيث تعتبر من التقنيات التي أحدثت ثورة في أسلوب التعامل بين المهتمين بأمور الحاسب عامة والعاملين في قطاع العلوم الأخرى خاصة، كما أنها تضم مجموعة عالية من مصادر المعلومات وهي ضخمة لدرجة أن أحدًا لا يستطيع استيعابها بمفرده، يعد أول ظهور لها في السبعينات حيث بدأت بشبكة أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية وأسمتها "أربانت".
ب- خصائصها:
1- القدرة على توصيل الرسائل إلى الجمهور.
2- عرض متباين للاتجاهات والمستويات.
3- إيصال الرسالة في نفس اللحظة وبسرعة فائقة عبر أنحاء العالم.
4- محتوى وسائل الإعلام يروج اهتمامات الجماعات المهيمنة في المجتمع.
5- دور وسائل الإعلام الذي تلعبه في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية.
المبحث الرابع:وسائل الإعلام الجماهيرية بين الوظيفية والنقدية:
1- النظرية الوظيفية:
يهتم مفهوم الوظيفية بتحليل العلاقة بين النظام ككل والوحدات المكونة لهذا النظام وقد تناولته كل من العلوم البيولوجية والاجتماعية والسلوكية واعتمدت عليه في تحليل الوظائف التكاملية التي يتضمن بها هذا النظام ككل، ففي علم الاجتماع والبيولوجيا مثلا بتحليل جسم الإنسان نظامًا كليا يحتوي على مجموعة من الأعضاء ويقوم كل عضو بدوره في حياة النظام ككل. ويتضمن مفهوم الوظيفية في النظام الاجتماعي مجموعة من الوحدات والوحدة يمكن أن يكون الفرد أو المؤسسة الاجتماعية أو الثقافية وتمارس هذه الوحدات مجموعة من الأنشطة داخل بناء مثل النظام الليبرالي، وينتج عن ممارسة الأنشطة التي تقوم بها الوحدات داخل البناء مجموعة من الوظائف مثلا دور السلوك الفردي أو الجماعي في الحفاظ على البناء الاجتماعي والربط بين أثار هذا السلوك واحتياجات البناء الاجتماعي، فمثلا تقديم وسائل الإعلام للإخبار يؤدي إلى زيادة معلومات الأفراد، وتحقيق الترابط الاجتماعي ونقل التراث الحضاري من جيل إلى جيل آخر، وتجد هناك من ناحية أخرى ما يسمى بالاختلال الوظيفي؛ الذي يشير إلى الآثار الغير المرغوبة التي قد تحدثها وسائل الإعلام مثلا هناك عرض الأخبار يؤدي إلى زيادة القلق والاضطراب لدى الفرد.
2- النظرية النقدية:
تفترض النظريات التقليدية أن وظيفة وسائل الإعلام هي مساعدة أصحاب السلطة في المجتمع على فرض نفوذهم والعمل على دعم الوضع القائم وذلك كانت دراساتهم النقدية للأوضاع الإعلامية وانتشار الثقافة الجماهيرية بدلا عن الثقافة الراهنة لوضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الإعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة على المجتمع. وتتفق الدراسات النقدية في تحديد علاقة وسائل الإعلام بالقوى الاجتماعية والسياسية.
وتنتمي النظريات النقدية إلى الفكر الماركسي وهي تمثل مدخل يطلق عليه المدخل الثقافي وتستمد هذه النظريات أفكارها من مدرسة فرانكفورت ومن أهم ممثيلها "هوركانير" و"أدوريو" و"ماركوزي" حيث ترى هذه الأخيرة الثقافة الجماهيرية ذات الطابع لتجارية، حيث كانت الوسيلة الأساسية التي مكنت الاحتكارات الرأسمالية من تحقيق النجاح في هذا المجال.
ولقد لخص "ستيوارت ميل" حول أبرز رواد النظرية النقدية الأعمال التي قام بها مركز الدراسات الثقافية المعاصرة بجامعة برمنجهام بإنجلترا كما يلي:
- دراسة محتوى وسائل الإعلام على المستوى الأوسع بدلا من نماذج التأثير المباشر التي تعتمد على المثير والاستجابة والتأكيد على قوة وسائل الإعلام الفكرية والثقافية.
- التأكيد على العلاقة بين ترميز وسائل الإعلام وبين تفسيرات الجمهور.
- الاهتمام بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية وتقديمها والتي تختلف تمامًا عن نماذج الثقافة الجماهيرية التي تتناولها البحوث الأمريكية.
ويقسم محمد عبد الحميد النظريات النقدية إلى اتجاهين رئيسيين فالأول يستعير من الماركسية مفهوم الصراع من أجل بقاء الوضع كما هو وسيطرة الطبقات أو أصحاب المصالح المسيطرة وهيمنتها على وسائل الإعلام وتوجيهها لما يضمن استمرار هذه الهيمنة ويتبنى هذا الاتجاه أصحاب مدرسة فرانكفورت والنظرية الثقافية النقدية.
المبحث الأول: علاقة وسائل الإعلام الجماهيرية بالمجتمع الجماهيري:
هناك علاقة "جدلية" بينهما بمعنى أن التأثير ليس له "اتجاه واحد" بل في اتجاهين وستظهر هذه العلاقة عندما نتحدث عن علاقتها بالأنظمة الاجتماعية، إذ لا يمكن تفسيرها نظرًا لكونها صعبة ومعقدة فقاموا بإدراجها ضمن الأنظمة الاجتماعية، فتتجلى العلاقة بين وسائل الإعلام والنظام السياسي من خلال قدرتها على إعطاء السياسيين جمهور بحجم وتشكيله لا يمكن إعطائها بأي وسيلة أخرى وكذلك علاقة الثقة التي تربطها بالجمهور وخاصة التلفزيون وعمومًا يصادف وسائل الإعلام خاصة في البلدان الديمقراطية وكذلك قدرتها على تشكيل الرأي العام ودورها في تنشيط الحملات الانتخابية وصنع صورة السياسيين بالإيجاب والسلب. وكما تتجلى علاقتها بالنظام الاقتصادي من خلال أنها أصبحت صناعة قائمة بذاتها وكذلك تساهم في الاقتصاد من خلال الإشهار فتعتبر من القطاعات المشغلة لليد العاملة، إضافة إلى ذلك على أنها تقوم بجلب رأس مال معتبرة للاستثمار.
أما بالنسبة للنظام التربوي بالرغم من أنها تعتبر مصدر معلومات ومعرفة إلا أنها موضوع انتقادات. وذلك بسبب قلق الأولياء على الساعات القليلة التي يقضيها الأطفال والمراهقون أمام شاشة التلفزيون أو الحاسوب وكلما زادت مشاهدة التلفزيون قل معامل الذكاء لدى الأطفال، كما يتأثر الأطفال والمراهقون بالصور في التلفزيون.
كما تتجلى علاقتها بالنظام الأسري من خلال أنها أصبحت الأولياء الجدد للأطفال، كما يقلل التلفزيون والأنترنات من التفاعل داخل الأسرة ويقلل من زيارة الأقارب إلى جانب خلق التطلعات الصاعدة والممزقة لامتلاك الماديات على حساب الأفراد، وكذلك تشجيع القيم المادية والاستهلاكية على حساب القيم الروحية والإنتاجية، أما بالنسبة للنظام الديني فيمكن أن تساهم وسائل الإعلام في نشر العقيدة وتساهم في تنشأ النشء الصغير في فهم القيم الدينية. وكذا التعريف بالمقومات الدينية والتراثية وكما يمكن أن تعمل في عكس هذا الاتجاه عن طريق نشر القيم المنافية للعقيدة.