معنى الإخراج الصحفي:
الاخراج الصحفي هو توزيع الوحدات التيبوغرافية وتحريكها على صفحات الورق طبقا لحركة معينة او طبقا لخطة معينة وكلمة التيبوغرافية هي التعريب الذي اصطلح عليه كلمة Tiageafg باللغة الانكليزية او بتوغرافي باللغة الفرنسية.
وتطلق الكتابات الغربية على بناء الصحيفة المفردات آلاتيــة: design أو make-up وتركز هذه الكتابات كثيرا على كلمة "تصميم" الصحيفة وهندستها وكأنها عمل معماري يتطلب الرسم والهندسة اللازمين لإنجازه، وهم يقصدون بذلك ما يتطلبه هذا التصميم من انسجام وتناسق وتكوين فني جميل، الامر الذي يحتم على المخرج الفني القائم على هذا العمل ان يتمتع بحاسة فنية جمالية ومعرفة مفصلة بالمسائل التقنية لكي يكون قادرا على النجاح في مهمته، المتمثلة في إبراز المادة الصحفية والعناصر الطباعية واعطاء الصحيفة القدرة على الجذب والتأثير، فهو الذي يتولى اختيار نوع الحروف واشكالها، وهو الذي يحدد أماكن العناصر الطباعية على الصفحات، فإما ان يعطي الصفحة القيمة الجمالية المطلوبة او انه يدمر هذه الامكانية ويقضي عليها فتصبح منفرة للقراء.
والمخرجون يقولون ان مهمة الفني ان يجعل القارئ يقرأ الفقرات الثلاث الاولى من الرواية الاخبارية المنشورة، وبعد ذلك تبدأ مسؤولية الكاتب في جعل القارئ يواصل قراءته للموضوع، أي تنتهي مرحلة الجذب الخارجي لتبدأ فاعلية المادة المكتوبة (المطبوعة)، كيف نبرز هذا الموضوع، وكيف نجعله يحظى باهتمام القارئ وبتركيزه عليه، وما هي الشروط الفنية والعناصر الطباعية التي تجعله يحظى بهذه المكانة لدى القارئ، وما هي دلالات استخدام الصور والعناوين؟ هذه الأسئلة تقع في صميم عمل المخرج الفني، وهي ضرورية ايضا للمحرر الصحفي الذي يجب ان يعرف اين يذهب مقاله او موضوعه عندما يكون اصلا خطيا مكتوبا بيده او بالآلة الكاتبة، وما هي المراحل التي يمر بها حتى يراه منشورا في صحيفته.
وقد شهد الإخراج الصحفي قفزة هائلة في صحافة اليوم، بسبب حداثة الأجهزة الطباعية، واستفادة الصحافة من التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده عصرنا الحاضر، والتطور الكبير في علوم الاتصال ووسائله، ووسائل نقل الاخبار والمعلومات. واصبحت اهم جوانب الإخراج الصحفي تتركز على عنصري التأثير والجمالية، والعنصر الاقتصادي وعنصر التحديث.
ويهدف الاخراج الى تحقيق فعالية كبيرة وتأثير بصري فعال للمادة المطبوعة، سواء كانت نصوصا مكتوبة مجردة، او مصحوبة بالعناصر الفنية المساعدة كالصور والعناوين، وساوء كانت خاصة بالصحف اليومية او المجلات او المطبوعات الاعلانية.فان هذه المادة تهدف الى دفع القارئ للنظر اليها اولا ثم القراءة ثانيا.
العوامل التي تتحكم في اساليب الاخراج الصحفي
ويمكن القول، ان هناك عوامل رئيسية تتحكم في اساليب الاخراج الصحفي وتراعى من قبل سكرتارية التحرير الفنية في الصحافة الحديثة وهي:
الجانب الاعلامي: الهادف الى ابراز المادة الاعلامية المنشورة حسبما تفرضه من اولويات القيم الاخبارية المتعارف عليها في علوم الصحافة والاعلام.
الجانب الاعلاني الاقتصادي: الذي يخاطب القطاعات الاقتصادية التي تسهم اعلاناتها بتشكيل جزء هام من ميزانية المؤسسة الصحفية.
الجانب الفني: الذي يوظف قدرات المطبعة الصحفية في خدمة المظهر العام للصحيفة، والانواع الصحفية المعالجة فيها، وكذلك امكانية المصورين والخطاطين والرسامين من العاملين في المجلات الفنية المختلفة.
الجانب النفسي: الذي يراعي طبيعة الجمهور المخاطب من حيث السن والمستوى الثقافي والملامح الاساسية العامة لشخصية المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة وتخاطبه.
وقد قطع الاخراج الصحفي شوطا بعيدا من التقدم والتنوع بحكم التطور التقني والانساني الذي لا يتوقف عند حد معين. ولكن الاخراج الصحفي تطور مع تطور الصحافة نفسها وتطور النظرة الى طبيعة عملها ومهامها ووظائفها في المجتمع الانساني، ونقل هذا التطور اخراج الصحف الى مجالات كثيرة من الحداثة والابداع والتنوع بعد ان كانت تماثل الكتب في اخراجها وتبويبها ومراعاة الزخارف التي تحيط بالموضوعات المنشورة فيها، وكذلك عدم التنويع في اشكال الحروف التي تجمع بها موادها، ولكن تطور مفهوم الصحافة ووظائفها والتقدم التقني الذي اصابته جعلها تتوجه لقرائها بوسائل جديدة في الاخراج تساير مضمونها المتنوع واتساع دائرة الوظائف الاعلامية التي تقوم بها في وقتنا الحاضر.
اغراض الاخراج الصحفي
للاخراج الصحفي اربعة اغراض هي:
اولا: تيسير قراءة مادة الصحيفة على القارئ بحيث يستوعبها في اقصر وقت ممكن.
ثانيا: عرض المادة الصحفية مقومة حسب اهميتها، فالقارئ يتوقع ابراز الموضوعات الهامة سواء من حيث مكان عرضها على الصفحة او الوحدات التيبوغرافية المستخدمة فيها.
ثالثا: العمل على ان تبدو الصفحة جذابة مشوقة.
رابعا: عقد صلة تعارف وألفة بين الصحيفة والقارئ، بحيث يستطيع تمييزها عن غيرها بيسر ويسعى اليها في رغبة.
العناصر التيبوغرافية العامة:
ويرتبط بالتيبوغرافيا ما يعرف بالعناصر التيبوغرافية العامة، وهي مساحة الصفحة وعدد اعمدتها والحروف والجداول والفواصل والاطارات والصور.
مساحة الصفحة واعمدتها:
وتختلف مساحة الصفحة من حيث الطول والعرض بين الصحف العادية ذات الحجم الكبير والصحف النصفية (التابلويد)، حيث يتراوح طول الصحيفة العادية بين 53 الى 56 سنتمرا وعرضها بين 41 الى 43 سنتمترا اما عرضها فيبلغ حوالي 25 الى 27 سنتمرا، اما عدا تلك الصحف التي ارتأت لنفسها حجما يقع بين الصحف العادية والنصفية كصحيفة (لوموند) الفرنسية. اما اعمدة الصفحة في معظم الصحف العادية فيصل الى ثمانية اعمدة بينما يصل عدد اعمدة الصحف النصفية الى خمسة اعمدة.
الحروف:
وتعتبر الحروف اهم العناصر التيبوغرافية التي تظهر فوق الصفحة المطبوعة، وهذه الحروف تشكل مادة العناوين والمتون المنشورة من اخبار ومقالات وغيرها. وهذه الحروف تأخذ اهميتها من كونها تعتبر الاساس الذي تبنى عليه وتتشكل منه المادة المعدة للنشر والقراءة، ويتوقف على حسن طباعتها ووضوحها مدى اقبال القراء على قراءتها، لذلك يحسن باستمرار مراقبتها والاعتناء بها ومراعاة ملاءمة احجام ابناطها لطبيعة المواد المجموعة بها، نظرا لاهمية ذلك بالنسبة للقراء الذين يتكونون من فئات مختلفة ولديهم بالتالي اهتمامات متباينة واذواق متعددة.
ويخضع تقسيم الحروف من حيث شكل الوجه الى تقسيم يتم من زاوية النوع او الجنس وفي هذا الاطار يمكن تمييز خمسة اجناس رئيسية لهذه الحروف يتفرع عنها عدد من الاسر التابعة لها. وهذه الاجناس هي:
1. الجنس القوطي القديم.
2. الجنس الروماني.
3. الجنس المائل.
4. الجنس غير المسنن.
5. الجنس الخطي والمقوس.
وتتعدد اجناس الحروف وتتنوع اشكالها كثيرا في الابجدية اللاتينية بين اشكال قديمة وحديثة، الامر الذي ادى الى تقليص الفروق بينها في كثير من الاحيان. وتتنوع استخدامات هذه الحروف وفق ما يرتأيه المخرجون الفنيون للصحيفة بما يتناسب وطبيعة المادة الاعلامية المراد طباعتها ونشرها، حيث يتطلب توافر الانسجام بين اشكال الحروف ومحتوى المادة المكتوبة او المطبوعة. ولعلنا نلاحظ هذا التنوع في مختلف ما نقرؤه من عناوين الصحف الاجنبية ونصوص مقالاتها واخبارها واعلاناتها.
فالحروف التي تجمع بها لاعناوين تختلف في انواعها واحجامها واشكالها عن تلك التي تظهر بها الاعلانات، وتلك التي تجمع بها مادة النصوص التحريرية. ولعل كثرة انواع الحروف واجناسها تساعد على تنويع الاخراج الفني وإضفاء الحيوية عليه وهو ما يؤدي بطبيعة الحال الى زيادة مفروئية المادة المطبوعة، وهذا يتطلب بالطبع توافر الوضوح في الحروف الطباعية ومناسبتها لعين القارئ.
ويمكن القول، ان لكل من هذه الحروف، صفاتها وميزاتها التي تجعل الطباعين يلجأون لاستخدامها على اساسها، فالحروف الرومانية بما يتفرغ عنها من اسر تختلف عن غيرها من الاجناس والاسر وهكذا… ويجب ان يكون الطباعون على دراية تامة بطبيعة هذه الاستخدامات والمكان الملائم لها، ومعرفة التطور الحاصل في اذواق القراء والاسباب التي تجعلهم يفضلون حروفا معينة على غيرها، وهو ما يتم التوصل اليه بواسطة الدراسات والاستطلاعات التي تقوم بها بحوث الصحافة والقراءة التي تحرص على اجرائها الصحف الكبيرة.
واول ما يتقرر في عملية الطبع هو اختيار حجم الحرف Size مثلما يتم اختيار نوعية الورق المناسب فان حجم الحرف يتقرر على ضوء الغرض من المادة المطبوعة والعمل الذي سوف تؤديه. فان مهام الاعلانات غير الملصقات غير المنشورات والكتالوجات. بالاضافة الى ضرورة معرفة مواضع التركيز المطلوب ابرزها والتأكيد عليها داخل النصوص المطبوعة نفسها حتى يمكن تمييزها عن غيرها بحروف عميقة او ثقيلة.
واول ما يجب توافره في الحرف الطباعي هو القدرة على تحقيق الانقرائية او المقروئية، وهي تعني انسياب عملية القراءة وانتقال العين بيسر على المادة المطبوعة ثم وصول الافكار الى عقل القارئ بدون أي عائق.
وهناك عدة عوامل تحقق هذه الخاصية للحرف الطباعي تتمثل بتصميمه وارتفاعه ومقاسه وكثافته، كما يعتبر حجم الحرف عاملا مهما ايضا في تحقيق الانقرائية.
وتعتبر اشكال الحروف واحجامها واستاع الاسطر وكذلك البياض الذي يوجد بين الاسطر والكلمات من اهم العوامل التيبوغرافية المؤثرة على يسر القراءة. ومن العوامل المؤثرة على شكل الحروف الطريقة التي يتم بها طبع الصحيفة وما تتعرض له الحروف اثناء العمليات الطباعية المختلفة وخاصة في الطباعة البارزة عن طريق القوالب المعدنية الموحدة. ويعد حجم الحروف المستخدمة في جمع المتن من العوامل المؤثرة في يسر القراءة. فالحروف الكبيرة مريحة لعين القارئ التي يجهدها صغر حجم الحروف. وتشارك ثلاثة عوالم في تحديد حجم الحروف المستخدمة في جمع المتن: العامل الاول، هو الرغبة في اراحة عين القارئ بزيادة حجم الحروف. والعامل الثاني هو رغبة الصحيفة في زيادة كمية المادة المنشورة على المساحة نفسها والتي تتحقق بتصغير حجم الحروف. اما العامل الثالث فهو ضرورة مراعاة اتساع الاعمدة.
ويرتبط بحجم حروف المتن كثافتها، أي مدى ثخانة خطوط الحرف وحوافه، فاذا كانت سميكة اطلق على الحرف بنط اسود، واذا كانت رفيعة اطلق عليه بنط ابيض، وهما الدرجتان الوحيدتان المتاحتان في آلات جمع الحروف العربية. ووجود كلا الكثافتين في جمع الحروف امر ضروري تحتمه عدة عوامل تيبوغرافية واخراجية.
الاخراج الصحفي هو توزيع الوحدات التيبوغرافية وتحريكها على صفحات الورق طبقا لحركة معينة او طبقا لخطة معينة وكلمة التيبوغرافية هي التعريب الذي اصطلح عليه كلمة Tiageafg باللغة الانكليزية او بتوغرافي باللغة الفرنسية.
وتطلق الكتابات الغربية على بناء الصحيفة المفردات آلاتيــة: design أو make-up وتركز هذه الكتابات كثيرا على كلمة "تصميم" الصحيفة وهندستها وكأنها عمل معماري يتطلب الرسم والهندسة اللازمين لإنجازه، وهم يقصدون بذلك ما يتطلبه هذا التصميم من انسجام وتناسق وتكوين فني جميل، الامر الذي يحتم على المخرج الفني القائم على هذا العمل ان يتمتع بحاسة فنية جمالية ومعرفة مفصلة بالمسائل التقنية لكي يكون قادرا على النجاح في مهمته، المتمثلة في إبراز المادة الصحفية والعناصر الطباعية واعطاء الصحيفة القدرة على الجذب والتأثير، فهو الذي يتولى اختيار نوع الحروف واشكالها، وهو الذي يحدد أماكن العناصر الطباعية على الصفحات، فإما ان يعطي الصفحة القيمة الجمالية المطلوبة او انه يدمر هذه الامكانية ويقضي عليها فتصبح منفرة للقراء.
والمخرجون يقولون ان مهمة الفني ان يجعل القارئ يقرأ الفقرات الثلاث الاولى من الرواية الاخبارية المنشورة، وبعد ذلك تبدأ مسؤولية الكاتب في جعل القارئ يواصل قراءته للموضوع، أي تنتهي مرحلة الجذب الخارجي لتبدأ فاعلية المادة المكتوبة (المطبوعة)، كيف نبرز هذا الموضوع، وكيف نجعله يحظى باهتمام القارئ وبتركيزه عليه، وما هي الشروط الفنية والعناصر الطباعية التي تجعله يحظى بهذه المكانة لدى القارئ، وما هي دلالات استخدام الصور والعناوين؟ هذه الأسئلة تقع في صميم عمل المخرج الفني، وهي ضرورية ايضا للمحرر الصحفي الذي يجب ان يعرف اين يذهب مقاله او موضوعه عندما يكون اصلا خطيا مكتوبا بيده او بالآلة الكاتبة، وما هي المراحل التي يمر بها حتى يراه منشورا في صحيفته.
وقد شهد الإخراج الصحفي قفزة هائلة في صحافة اليوم، بسبب حداثة الأجهزة الطباعية، واستفادة الصحافة من التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده عصرنا الحاضر، والتطور الكبير في علوم الاتصال ووسائله، ووسائل نقل الاخبار والمعلومات. واصبحت اهم جوانب الإخراج الصحفي تتركز على عنصري التأثير والجمالية، والعنصر الاقتصادي وعنصر التحديث.
ويهدف الاخراج الى تحقيق فعالية كبيرة وتأثير بصري فعال للمادة المطبوعة، سواء كانت نصوصا مكتوبة مجردة، او مصحوبة بالعناصر الفنية المساعدة كالصور والعناوين، وساوء كانت خاصة بالصحف اليومية او المجلات او المطبوعات الاعلانية.فان هذه المادة تهدف الى دفع القارئ للنظر اليها اولا ثم القراءة ثانيا.
العوامل التي تتحكم في اساليب الاخراج الصحفي
ويمكن القول، ان هناك عوامل رئيسية تتحكم في اساليب الاخراج الصحفي وتراعى من قبل سكرتارية التحرير الفنية في الصحافة الحديثة وهي:
الجانب الاعلامي: الهادف الى ابراز المادة الاعلامية المنشورة حسبما تفرضه من اولويات القيم الاخبارية المتعارف عليها في علوم الصحافة والاعلام.
الجانب الاعلاني الاقتصادي: الذي يخاطب القطاعات الاقتصادية التي تسهم اعلاناتها بتشكيل جزء هام من ميزانية المؤسسة الصحفية.
الجانب الفني: الذي يوظف قدرات المطبعة الصحفية في خدمة المظهر العام للصحيفة، والانواع الصحفية المعالجة فيها، وكذلك امكانية المصورين والخطاطين والرسامين من العاملين في المجلات الفنية المختلفة.
الجانب النفسي: الذي يراعي طبيعة الجمهور المخاطب من حيث السن والمستوى الثقافي والملامح الاساسية العامة لشخصية المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة وتخاطبه.
وقد قطع الاخراج الصحفي شوطا بعيدا من التقدم والتنوع بحكم التطور التقني والانساني الذي لا يتوقف عند حد معين. ولكن الاخراج الصحفي تطور مع تطور الصحافة نفسها وتطور النظرة الى طبيعة عملها ومهامها ووظائفها في المجتمع الانساني، ونقل هذا التطور اخراج الصحف الى مجالات كثيرة من الحداثة والابداع والتنوع بعد ان كانت تماثل الكتب في اخراجها وتبويبها ومراعاة الزخارف التي تحيط بالموضوعات المنشورة فيها، وكذلك عدم التنويع في اشكال الحروف التي تجمع بها موادها، ولكن تطور مفهوم الصحافة ووظائفها والتقدم التقني الذي اصابته جعلها تتوجه لقرائها بوسائل جديدة في الاخراج تساير مضمونها المتنوع واتساع دائرة الوظائف الاعلامية التي تقوم بها في وقتنا الحاضر.
اغراض الاخراج الصحفي
للاخراج الصحفي اربعة اغراض هي:
اولا: تيسير قراءة مادة الصحيفة على القارئ بحيث يستوعبها في اقصر وقت ممكن.
ثانيا: عرض المادة الصحفية مقومة حسب اهميتها، فالقارئ يتوقع ابراز الموضوعات الهامة سواء من حيث مكان عرضها على الصفحة او الوحدات التيبوغرافية المستخدمة فيها.
ثالثا: العمل على ان تبدو الصفحة جذابة مشوقة.
رابعا: عقد صلة تعارف وألفة بين الصحيفة والقارئ، بحيث يستطيع تمييزها عن غيرها بيسر ويسعى اليها في رغبة.
العناصر التيبوغرافية العامة:
ويرتبط بالتيبوغرافيا ما يعرف بالعناصر التيبوغرافية العامة، وهي مساحة الصفحة وعدد اعمدتها والحروف والجداول والفواصل والاطارات والصور.
مساحة الصفحة واعمدتها:
وتختلف مساحة الصفحة من حيث الطول والعرض بين الصحف العادية ذات الحجم الكبير والصحف النصفية (التابلويد)، حيث يتراوح طول الصحيفة العادية بين 53 الى 56 سنتمرا وعرضها بين 41 الى 43 سنتمترا اما عرضها فيبلغ حوالي 25 الى 27 سنتمرا، اما عدا تلك الصحف التي ارتأت لنفسها حجما يقع بين الصحف العادية والنصفية كصحيفة (لوموند) الفرنسية. اما اعمدة الصفحة في معظم الصحف العادية فيصل الى ثمانية اعمدة بينما يصل عدد اعمدة الصحف النصفية الى خمسة اعمدة.
الحروف:
وتعتبر الحروف اهم العناصر التيبوغرافية التي تظهر فوق الصفحة المطبوعة، وهذه الحروف تشكل مادة العناوين والمتون المنشورة من اخبار ومقالات وغيرها. وهذه الحروف تأخذ اهميتها من كونها تعتبر الاساس الذي تبنى عليه وتتشكل منه المادة المعدة للنشر والقراءة، ويتوقف على حسن طباعتها ووضوحها مدى اقبال القراء على قراءتها، لذلك يحسن باستمرار مراقبتها والاعتناء بها ومراعاة ملاءمة احجام ابناطها لطبيعة المواد المجموعة بها، نظرا لاهمية ذلك بالنسبة للقراء الذين يتكونون من فئات مختلفة ولديهم بالتالي اهتمامات متباينة واذواق متعددة.
ويخضع تقسيم الحروف من حيث شكل الوجه الى تقسيم يتم من زاوية النوع او الجنس وفي هذا الاطار يمكن تمييز خمسة اجناس رئيسية لهذه الحروف يتفرع عنها عدد من الاسر التابعة لها. وهذه الاجناس هي:
1. الجنس القوطي القديم.
2. الجنس الروماني.
3. الجنس المائل.
4. الجنس غير المسنن.
5. الجنس الخطي والمقوس.
وتتعدد اجناس الحروف وتتنوع اشكالها كثيرا في الابجدية اللاتينية بين اشكال قديمة وحديثة، الامر الذي ادى الى تقليص الفروق بينها في كثير من الاحيان. وتتنوع استخدامات هذه الحروف وفق ما يرتأيه المخرجون الفنيون للصحيفة بما يتناسب وطبيعة المادة الاعلامية المراد طباعتها ونشرها، حيث يتطلب توافر الانسجام بين اشكال الحروف ومحتوى المادة المكتوبة او المطبوعة. ولعلنا نلاحظ هذا التنوع في مختلف ما نقرؤه من عناوين الصحف الاجنبية ونصوص مقالاتها واخبارها واعلاناتها.
فالحروف التي تجمع بها لاعناوين تختلف في انواعها واحجامها واشكالها عن تلك التي تظهر بها الاعلانات، وتلك التي تجمع بها مادة النصوص التحريرية. ولعل كثرة انواع الحروف واجناسها تساعد على تنويع الاخراج الفني وإضفاء الحيوية عليه وهو ما يؤدي بطبيعة الحال الى زيادة مفروئية المادة المطبوعة، وهذا يتطلب بالطبع توافر الوضوح في الحروف الطباعية ومناسبتها لعين القارئ.
ويمكن القول، ان لكل من هذه الحروف، صفاتها وميزاتها التي تجعل الطباعين يلجأون لاستخدامها على اساسها، فالحروف الرومانية بما يتفرغ عنها من اسر تختلف عن غيرها من الاجناس والاسر وهكذا… ويجب ان يكون الطباعون على دراية تامة بطبيعة هذه الاستخدامات والمكان الملائم لها، ومعرفة التطور الحاصل في اذواق القراء والاسباب التي تجعلهم يفضلون حروفا معينة على غيرها، وهو ما يتم التوصل اليه بواسطة الدراسات والاستطلاعات التي تقوم بها بحوث الصحافة والقراءة التي تحرص على اجرائها الصحف الكبيرة.
واول ما يتقرر في عملية الطبع هو اختيار حجم الحرف Size مثلما يتم اختيار نوعية الورق المناسب فان حجم الحرف يتقرر على ضوء الغرض من المادة المطبوعة والعمل الذي سوف تؤديه. فان مهام الاعلانات غير الملصقات غير المنشورات والكتالوجات. بالاضافة الى ضرورة معرفة مواضع التركيز المطلوب ابرزها والتأكيد عليها داخل النصوص المطبوعة نفسها حتى يمكن تمييزها عن غيرها بحروف عميقة او ثقيلة.
واول ما يجب توافره في الحرف الطباعي هو القدرة على تحقيق الانقرائية او المقروئية، وهي تعني انسياب عملية القراءة وانتقال العين بيسر على المادة المطبوعة ثم وصول الافكار الى عقل القارئ بدون أي عائق.
وهناك عدة عوامل تحقق هذه الخاصية للحرف الطباعي تتمثل بتصميمه وارتفاعه ومقاسه وكثافته، كما يعتبر حجم الحرف عاملا مهما ايضا في تحقيق الانقرائية.
وتعتبر اشكال الحروف واحجامها واستاع الاسطر وكذلك البياض الذي يوجد بين الاسطر والكلمات من اهم العوامل التيبوغرافية المؤثرة على يسر القراءة. ومن العوامل المؤثرة على شكل الحروف الطريقة التي يتم بها طبع الصحيفة وما تتعرض له الحروف اثناء العمليات الطباعية المختلفة وخاصة في الطباعة البارزة عن طريق القوالب المعدنية الموحدة. ويعد حجم الحروف المستخدمة في جمع المتن من العوامل المؤثرة في يسر القراءة. فالحروف الكبيرة مريحة لعين القارئ التي يجهدها صغر حجم الحروف. وتشارك ثلاثة عوالم في تحديد حجم الحروف المستخدمة في جمع المتن: العامل الاول، هو الرغبة في اراحة عين القارئ بزيادة حجم الحروف. والعامل الثاني هو رغبة الصحيفة في زيادة كمية المادة المنشورة على المساحة نفسها والتي تتحقق بتصغير حجم الحروف. اما العامل الثالث فهو ضرورة مراعاة اتساع الاعمدة.
ويرتبط بحجم حروف المتن كثافتها، أي مدى ثخانة خطوط الحرف وحوافه، فاذا كانت سميكة اطلق على الحرف بنط اسود، واذا كانت رفيعة اطلق عليه بنط ابيض، وهما الدرجتان الوحيدتان المتاحتان في آلات جمع الحروف العربية. ووجود كلا الكثافتين في جمع الحروف امر ضروري تحتمه عدة عوامل تيبوغرافية واخراجية.