أهمية الأفلام السينمائية في عالم الإعلام:
اليوم ونحن نعيش ثورة الاتصالات وثورة المعلومات والسماوات المفتوحة، والتي جعلت المواطن يتجول في جميع أنحاء العالم وهو جالس في غرفة نومه أو قاعة استقبال الضيوف في الديوانية يتفرج على أفلام سينمائية، ويستمع إلى ندوات ويتابع أخبار الدنيا وما يجرى فيها من مختلف محطات التلفاز ويقارن بين ما تقوله مختلف الدول حول القضايا المطروحة على مسرح العالم وأحداثه الجارية. وأصبح اليوم أمامنا تحد واضح وصريح يفرض علينا وضع استراتيجية إعلامية حديثة حتى يواكب مقتضيات المرحلة التى نعيشها ويعيشها العالم ، فقد تطورت علوم وفنون وسائل الإعلام وتداخلت حتى أصبح لزاما على الاعلاميين أن يواكبوا الوسائل الحديثة في الاعلام واستخدام فن السينما ضمن إطار الصناعة الاعلامية.
قدمت أمريكا وأوربا نفسها للعالم من خلال أفلامها السينمائية، بينما أخذنا نحن في بلادنا العربية السينما من وجهة نظر تجارية بحتة، وأخذنا نفكر في الجانب الاقتصادى قبل تفكيرنا في الجوانب الإعلامية والثقافية لفن السينما. وآن الأوان اليوم أن نفكر في فن السينما من وجهة النظر الاعلامية.
من الجدير ملاحظته أننا نتحدث كثيراً عن مجتمعاتنا العربية وعن تقاليدنا وعن عاداتنا وعن الدين الإسلامي وسماحته وقيمه ومبادئه الساميه، ولكننا لم نفكر على الاطلاق في تقديم هذه الصورة الجميلة من خلال فن السينما. لماذا ؟! سؤال لابد أن نطرحه على أنفسنا ونجيب عليه . والذى يجعل هذا السؤال ملحاً اليوم هو أن المعلومات في الماضي كانت تنتقل من مجتمع إلى آخر ببطئ، أما اليوم فإنها تنتقل بسرعة بل في معظم الأحيان في لحظة وقوعها. وكانت المجتمعات فيما مضى تمارس حياتها اليومية دون التأثر بالمعلومات حتى تصل إليها، ولكنها اليوم لا تستطيع ذلك، فالمعلومات تصل إلى الإنسان في كل مكان في التو واللحظة ولا يمكن حجبها أو إغفالها.
أدت الإفلام السينمائية خدمات إعلامية كثيرة في عمليات التنمية الإقتصادية في بلادنا العربية وما زالت . حدث ذلك من خلال الأفلام التسجيلية والوثائقية التى قدمت المعلومات مباشرة وسجلت التجارب على الطبيعة، كما قدمت أفلاما للتدريب ولتنشيط المبيعات، وفن الدعاية والاعلان من الفنون السينمائية والتليفزيونية وهي أدوات لازمة للتنمية الاقتصادية.
إن فن السينما خدم التنمية الاقتصادية في جميع البلدان الصناعية والزراعية، لأنه قدم للملايين المعرفة والخبرة والتجربة بصوت وصورة من أرض الواقع، وأيضا بشرح وتوصيل تجارب الآخرين. وأثر السينما على الإعلام يتحقق إذا أرادت الحكومات العمل على توعية الجماهير وذلك برصد الحياة اليومية للناس، وإرشادهم إلى إدراك المتغيرات التي تجري من حولهم وتتأثر بها حياتهم،ذلك أن فن السينما قادر على تقديم المعلومات المراد إيصالها إلى الجماهير في قالب مبسط واضح وصريح ومباشر، كما أنه يمكن تقديم المعلومات المراد إيصالها إلى الجماهير في صورة درامية فكاهية، المهم أن نضع السيناريو والحوار البسيط والصريح والذي يخاطب عقول الناس وعواطفهم حتي يتقبلوا المعلومة.والإعلام السينمائي هو خير إعلام خاصة في الدول النامية حيث تنتشر الأمية فالصوت والصور المتحركة التي تقدمها السينما تجعل الرسالة تصل أسرع وأوضح.
ولابد أن يسير الإعلام السينمائي في اتجاهين، إتجاه محلي لخدمة مجتمعاتنا العربية واتجاه دولي لتعريف الشعوب الأخرى بكيفية مشاركتنا لهم في صنع حضارة الإنسان ولانتخلف عن الإنجاز والمشاركة في كل ما يجلب الخير للإنسانية ، إن الاعلام السينمائي خطوة جريئة تحتاج منا إلى دراسة وتأمل وسرعة اتخاذ قرار لأن الوقت قد يسرقنا.