النظرية النقدية:
تفترض النظريات التقليدية أن وظيفة وسائل الإعلام هي مساعدة أصحاب السلطة في المجتمع على فرض نفوذهم والعمل على دعم الوضع القائم وذلك كانت دراساتهم النقدية للأوضاع الإعلامية وانتشار الثقافة الجماهيرية بدلا عن الثقافة الراهنة لوضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الإعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة على المجتمع. وتتفق الدراسات النقدية في تحديد علاقة وسائل الإعلام بالقوى الاجتماعية والسياسية.
وتنتمي النظريات النقدية إلى الفكر الماركسي وهي تمثل مدخل يطلق عليه المدخل الثقافي وتستمد هذه النظريات أفكارها من مدرسة فرانكفورت ومن أهم ممثيلها "هوركانير" و"أدوريو" و"ماركوزي"حيث ترى هذه الأخيرة الثقافة الجماهيرية ذات الطابع لتجارية، حيث كانت الوسيلة الأساسية التي مكنت الاحتكارات الرأسمالية من تحقيق النجاح في هذا المجال.
ولقد لخص "ستيوارت ميل" حول أبرز رواد النظرية النقدية الأعمال التي قام بها مركز الدراسات الثقافية المعاصرة بجامعة برمنجهام بإنجلترا كما يلي:
- دراسة محتوى وسائل الإعلام على المستوى الأوسع بدلا من نماذج التأثير المباشر التي تعتمد على المثير والاستجابة والتأكيد على قوة وسائل الإعلام الفكرية والثقافية.
- التأكيد على العلاقة بين ترميز وسائل الإعلام وبين تفسيرات الجمهور.
- الاهتمام بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية وتقديمها والتي تختلف تمامًا عن نماذج الثقافة الجماهيرية التي تتناولها البحوث الأمريكية.
ويقسم محمد عبد الحميد النظريات النقدية إلى اتجاهين رئيسيين فالأول يستعير من الماركسية مفهوم الصراع من أجل بقاء الوضع كما هو وسيطرة الطبقات أو أصحاب المصالح المسيطرة وهيمنتها على وسائل الإعلام وتوجيهها لما يضمن استمرار هذه الهيمنة ويتبنى هذا الاتجاه أصحاب مدرسة فرانكفورت والنظرية الثقافية النقدية.(1)