الواقع الإعلامي والسينمائي في منطقة الخليج وكيفية تطويره :
رغم أن المنطقة العربية عرفت فن السينما منذ بدايات القرن العشرين ورغم ازدهار إنتاج الأفلام في بلدان العالم وبعض البلدان العربية إلاّ أن الفن السينمائي لم يجد له مكانا في دول مجلس التعاون العربي بالشكل المرجو له لعدد أسباب :
1ـ عدم اهتمام الجهات المسؤله عن الثقافة والفنون بفن السينما.
2ـ عدم الاهتمام من جانب المستثمرين من رجال المال والأعمال بهذا الفن.
3ـ عدم قدرة الفنان السينمائي الخليجي على الإنتاج لارتفاع التكلفة وعدم ضمان إسترداد مادفعه من نفقات.
ورغم كل هذه المعوقات فقد كانت هناك بعض مبادرات فردية من وقت لآخر.
وجدير بالذكر أيضًا أن الجهات المسؤوله عن الثقافة والفنون والإعلام في منطقة الخليج قد قامت بابتعاث عددا من أبناء المنطقة إلى الدول العربية والأجنبية لدراسة فن السينما ورغم ما أنفقت عليهم من أموال إلاّ أنها لم تهيئ لهم فرصة العمل في مجال تخصصهم ولم تستثمر طاقاتهم لإقامه صناعة سينمائية خليجية واكتفت بتعيينهم في وظائف بعيدة عن مجال تخصصهم واعتبرت أن التليفزيون يمكن أن يقوم بوظيفة السينما وهذا بالطبع لم يتحقق.وقد حاول بعض هؤلاء القادمين من البعثاث في الخارج الاعتماد على النفس والمغامرة بالإنتاج بالاعتماد على الإمكانات الذاتية ولكنهم، توقفوا بعد المحاولةالأولى أوالثانية على أكثر تقدير، ولهذا ظلت السينما تدور في محور التجارب الفردية التي لايمكنها أن تقيم صناعة سينمائيه فاعلة وظل الفنان السينمائي الخليجي منطويا علي ذاته ينظر في ألم وحسرة إلى واقعه المؤلم والواقع المزدهر لزملاءه في بعض البلدان العربية الذين حققوا نتائج طيبة لهم ولبلدانهم عندما أعطيت لهم الفرصة.
والسؤال الذي لابد من طرحه هنا هو كيف يمكن أن يستفيد الإعلام الوطني من فن السينما ومن الفنانين الذين ذهبوا في بعثات ثم عادوا وشغلوا وظائف أخرى ؟
وفي هذا المجال فانني أضع أمام حضراتكم تصورًا عمليًا لتصحيح الوضع الحالي آملا أن يتحقق ذلك في المستقبل. إن نقطة البداية تكون في اهتمام الجهات المسئولة عن الثقافة والفنون بالسينما كفن مؤثر في الإعلام المحلي والخارجي مما يمكن منطقة الخليج من تقديم صناعة سينما قادرة على أن تؤدي دورها في إبراز هوية الإنسان الخليجي ومكوناته الفكرية والثقافية والإجتماعية وقادرة أيضًا على إن تقول للعالم هذه هي بيئتي وثقافتي وهذا هو الإسلام دين السماحة والعلم والحضارة وليس الإرهاب كما تزعمون.
وإذا اتفقنا على نقطة البداية فإن الخطوة التالية تكون في الإسراع بإقامة البنية الأساسية اللازمة لتكوين صناعة سينمائيه فاعلة ومؤثرة وهذه تحتاج إلى دعم دول مجلس التعاون الخليجي وليس الأفراد. وإذا تحققت الخطوتان السابقتان فإن من شأن ذلك المساهمة في تشجيع بعض رجال المال والأعمال والمؤسسات المالية الخليجية على إقامة وتكوين كيانات سينمائية خليجية قوية بالاتحاد مع مؤسسات عربية قائمة بالفعل كما يحدث في العالم ، ويلي ذلك اجتماع رجال الإعلام والسينما لمناقشة الاستراتجية المستقبلية للنهوض بفن السينما وخدمة الإعلام في منطقة الخليج من خلال فن السينما. إن خطة واضحة لخدمة الإعلام المحلي والإعلام الخارجي من خلال فن السينما هو السبيل الوحيد لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الذي يواجهنا ، ولا بد علينا من التنبه أن كل يوم يجيء بتحديات جديدة تأتي بها التكنولوجيا وعلوم الإعلام وأفكار العولمة ومنظمة التجارة الدولية والملكية الفكرية وكل ما يجري حولنا اليوم من أفكار جديدة وتحديات تطالبنا بإدراك تام لها حتى يمكن لنا مواجهتها، والتفاعل معها بدلا من الفرجة عليها .