الاعلام العربي وحقوق الانسان :
على المستوى القومي لم يتضمن ميثاق جامعة الدول العربية اية اشارة الى مسألة حقوق الانسان ومن ثم لم يتشكل في اطار الجامعة اية لجنة او جهات اخرى تعنى بهذه المسألة حتى عام 1968 (41)، ومع ذلك يرى بعض الباحثين العرب ان المبادئ العامة لحقوق الانسان التي استند اليها ميثاق الامم المتحدة ملزمة للدول العربية ، ومادته التاسعة عشرة التي تنص على جواز تعديل ميثاق الجامعة بموافقة الثلثين " وعلى وجه الخصوص لجعل الروابط بينها امتن واوثق ، ولتنظيم صلات الجامعة بالهيئات التي تنشأ في المستقبل لكفالة الامن والسلام (42).
وعليه ينبغي لدعوة وسائل الاعلام الى التركيز على نشر المبادئ والمعايير الدولية لحقوق الانسان التي تضمنتها الاعلانات والعهود والاتفاقيات المتصلة بحقوق الانسان وذلك على اوسع نطاق ممكن وفي مقدمتها مبادئ المساواة وعدم التمييز والتسامح وقبول الرأي الاخر وتعميق الحوار بين اطراف المجتمع .
ولم تجد دول الجامعة أي تعارض بين ميثاقها وميثاق الامم المتحدة ، او ما يدعو الى تعديل ميثاق الجامعة بهدف النص صراحة على حقوق الانسان . ويرجع مناصروا هذا الراي عدم اهتمام الجامعة حتى عام 1968 بهذه المسالة الى ثلاثة اسباب رئيسية ،هي طبيعة الجامعة كتنظيم اقليمي بين دول ذات سيادة , ويسيطر عليها مفاهيم القانون الدولي التقليدي , واعتبارها القضايا المتصلة بحقوق الانسان من قبيل المسائل الداخلية لكل دولة عربية , وانشغال الجامعة بقضايا جوهرية ذات صلة بحقوق الانسان كالتحرر من الاستعمار , الى جانب طبيعة النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول الجامعة , التي تنتمي الى العالم الثالث " بكل ما يعانيه من مشاكل مزمنة لها اولوية قصوى وملحة , بحيث يبدو الحديث عن حقوق الانسان وكأنه ترفه لا مبرر له (43).
يجب تأكيد اهمية الدور الرقابي لوسائل الاعلام المختلفة في حماية حقوق الانسان وكشف الانتهاكات بما يسهم في تعزيز دور الافراد والجماعات والمجتمع في الدفاع عن حقوق الانسان وتعزيزها ،كما يجب دعوة المؤسسات الاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني الى تطوير لغة اعلامية تساهم في نشر ثقافة حقوق الانسان بين القطاعات الاجتماعية المختلفة باستخدام كافة الوسائل الملائمة بما في ذلك التقنيات الحديثة .