علاقة وسائل الإعلام الجماهيرية بالمجتمع الجماهيري:
هناك علاقة "جدلية" بينهما بمعنى أن التأثير ليس له "اتجاه واحد" بل في اتجاهين وستظهر هذه العلاقة عندما نتحدث عن علاقتها بالأنظمة الاجتماعية، إذ لا يمكن تفسيرها نظرًا لكونها صعبة ومعقدة فقاموا بإدراجها ضمن الأنظمة الاجتماعية، فتتجلى العلاقة بين وسائل الإعلام والنظام السياسي من خلال قدرتها على إعطاء السياسيين جمهور بحجم وتشكيله لا يمكن إعطائها بأي وسيلة أخرى وكذلك علاقة الثقة التي تربطها بالجمهور وخاصة التلفزيون وعمومًا يصادف وسائل الإعلام خاصة في البلدان الديمقراطية وكذلك قدرتها على تشكيل الرأي العام ودورها في تنشيط الحملات الانتخابية وصنع صورة السياسيين بالإيجاب والسلب. وكما تتجلى علاقتها بالنظام الاقتصادي من خلال أنها أصبحت صناعة قائمة بذاتها وكذلك تساهم في الاقتصاد من خلال الإشهار فتعتبر من القطاعات المشغلة لليد العاملة، إضافة إلى ذلك على أنها تقوم بجلب رأس مال معتبرة للاستثمار.
أما بالنسبة للنظام التربوي بالرغم من أنها تعتبر مصدر معلومات ومعرفة إلا أنها موضوع انتقادات. وذلك بسبب قلق الأولياء على الساعات القليلة التي يقضيها الأطفال والمراهقون أمام شاشة التلفزيون أو الحاسوب وكلما زادت مشاهدة التلفزيون قل معامل الذكاء لدى الأطفال، كما يتأثر الأطفال والمراهقون بالصور في التلفزيون.
كما تتجلى علاقتها بالنظام الأسري من خلال أنها أصبحت الأولياء الجدد للأطفال، كما يقلل التلفزيون والأنترنات من التفاعل داخل الأسرة ويقلل من زيارة الأقارب إلى جانب خلق التطلعات الصاعدة والممزقة لامتلاك الماديات على حساب الأفراد، وكذلك تشجيع القيم المادية والاستهلاكية على حساب القيم الروحية والإنتاجية، أما بالنسبة للنظام الديني فيمكن أن تساهم وسائل الإعلام في نشر العقيدة وتساهم في تنشأ النشء الصغير في فهم القيم الدينية. وكذا التعريف بالمقومات الدينية