نبذة صغيرة حول جمهور وسائل الاعلام
وهو أكبر حجما من التجمعات الأخرى، أعضاؤه أكثر تبعثرا، ومتباعدون في المكان وأحيانا في الزمن، ولكنه ذو ديمومة أطول، يتشكل حول قضية مشتركة في الحياة العامة‘ هدفه الرئيسي تكوين اهتمام أو رأي عام حول قضية أو مجموعة من القضايا للوصول إلى تغيير سياسي. والجمهور العام عنصر أساسي للمشاركة في المؤسسات الديموقراطية، يقوم على أساس خطاب عقلاني في الأنظمة المفتوحة، ويتكون في الغالب من الجزء المستنير (المطلع) من السكان
ولقد ارتبط ظهور الجمهور العام، كظاهرة اجتماعية، وتطوره ب"البرجوازية" و"الصحافة" حتى أصبح خاصية من خصائص الديموقراطية الليبرالية الحديثة. و يتميز بوجود جماعة نشطة متفاعلة ومستقلة في وجودها عن الوسيلة الإعلامية التي تعمل من خلالها.
في هذا السياق كان ديوي(Dewey,1972) قد عرف الجمهور العام بأنه "تجمع سياسي لعدد من الأفراد يشكلون وحدة اجتماعية من خلال الاعتراف المتبادل بوجود مشاكل مشتركة ينبغي إيجاد حلول مشتركة لها. ويحتاج مثل هذا التجمع إلى وسائل متنوعة للاتصال من أجل تنميته واستمراره. لكن ميلز (Mills, 1956) يرى أن وسائل الإعلام تطورت بكيفية تخفي تكوين الجمهور العام وتعمل آلياتها على دمجه ضمن جمهورها الكلي لتدعيم موقع القائم بالاتصال كصانع وممثل للرأي العام.
ويمكن التدليل بطرق مختلفة على أن جمهور وسائل الإعلام، يتضمن فئة تسمى"جمهور عام" لها خصائص مميزة عن بقية الفئات الأخرى حيث أن كل مجتمع يتوفر على "جماعة مستنيرة" أكثر نشاطا في الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية تستقي معلوماتها من مصادر مختلفة، خاصة النخبة المثقفة وقادة الرأي ورجال الصحافة والقانون. وهناك عدد من المجتمعات تتوفر على صحافة ح**ية أو صحافة لها ارتباطات ح**ية تعمل على كسب ود وتأييد القراء لبرامجها السياسية. ومن هنا، يرى سايمور يور (Seymour- Ure, 1974 ) "أن أعضاء الح** أو المناصرين له يشكلون جمهورا عاما هو في نفس الوقت جمهور وسائل الإعلام ". هنا أيضا نجد أشكالا أخرى من الجمهور تتكون حول مصالح أو اهتمامات مشتركة بين الأعضاء، وليست مجرد جمهور تخلقه وسائل الإعلام.
وعلى العموم، فإن هذه الأشكال تتضمن العديد من الخصائص التي يمكن أن تنطبق على جمهور وسائل الإعلام، سواء كحصيلة عددية أو كجماعة سوسيولوجية. حيث أن جميع هذه الأنواع من تجمع الناس حول مضمون رسالة إعلامية أو حول مصلحة مشتركة أو انشغال جماعي يستدعي موقفا جماعيا وعملا تضامنيا يتوقف على الإمكانيات الإعلامية المتوفرة في كل مجتمع وعلى الظروف الثقافية والسياسية. وكل شكل من هذه الأشكال يبقى مفتوحا للتعديل والتغيير بسبب التغيرات التي تحدث في السياق الاجتماعي، وبالتالي في أنظمة الإعلام والاتصال الجماهيري.
وقبل التطرق إلى خصائص جمهور وسائل الإعلام، على ضوء ما سلف ذكره، ينبغي الإشارة إلى ملاحظتين هامتين في سياق التغيير الذي طرأ على وسائل الإعلام:
الملاحظة الأولى: أن مضاعفة المواد الإعلامية ووسائط الاتصال الجماهيري وتطوير أساليبها وتنويعها وتوسيع الاستعمال الفردي للمواد الإعلامية و تغيير أنظمة التوزيع والرقابة، جعل من الصعوبة بمكان، التفرقة أو التعرف على من يرسل ومن يستقبل، حيث أن الحدود الفاصلة بين القائم بالاتصال والمتلقي أصبحت متداخلة ومتشابكة.
الملاحظة الثانية: أن تطوير وسائل الإعلام التفاعلية (Interactive Media) القائمة على الربط عبر الكابلات بواسطة الكومبيوتر والاستعمال المتنوع المتنامي لشبكة "الأنترنات"، كوسيلة إعلامية في طريق الجمهرة في حد ذاتها وكناقل لوسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية من جهة أخرى، وفر للأفراد حرية أكثر في اختيار المواد التي يرغبون فيها وفي الوقت الذي يريدونه وبالكيفية التي تستهويهم: مكتوبة إليكترونيا على الشاشة أو مطبوعة بالأحرف التقليدية على الورق أو بطريقة مصورة أو مسموعة.
خلاصة هاتين الملاحظتين تفيد أن تطوير وسائل الإعلام جعل من الصعوبة بمكان "عد" الجمهور والإجابة على السؤال " من يستقبل من و ماذا". غير أن هذا التطور يجعل وسائل الإعلام أكثر تخصصا ويعطي للجمهور دورا أكثر حيوية وإيجابي
وهو أكبر حجما من التجمعات الأخرى، أعضاؤه أكثر تبعثرا، ومتباعدون في المكان وأحيانا في الزمن، ولكنه ذو ديمومة أطول، يتشكل حول قضية مشتركة في الحياة العامة‘ هدفه الرئيسي تكوين اهتمام أو رأي عام حول قضية أو مجموعة من القضايا للوصول إلى تغيير سياسي. والجمهور العام عنصر أساسي للمشاركة في المؤسسات الديموقراطية، يقوم على أساس خطاب عقلاني في الأنظمة المفتوحة، ويتكون في الغالب من الجزء المستنير (المطلع) من السكان
ولقد ارتبط ظهور الجمهور العام، كظاهرة اجتماعية، وتطوره ب"البرجوازية" و"الصحافة" حتى أصبح خاصية من خصائص الديموقراطية الليبرالية الحديثة. و يتميز بوجود جماعة نشطة متفاعلة ومستقلة في وجودها عن الوسيلة الإعلامية التي تعمل من خلالها.
في هذا السياق كان ديوي(Dewey,1972) قد عرف الجمهور العام بأنه "تجمع سياسي لعدد من الأفراد يشكلون وحدة اجتماعية من خلال الاعتراف المتبادل بوجود مشاكل مشتركة ينبغي إيجاد حلول مشتركة لها. ويحتاج مثل هذا التجمع إلى وسائل متنوعة للاتصال من أجل تنميته واستمراره. لكن ميلز (Mills, 1956) يرى أن وسائل الإعلام تطورت بكيفية تخفي تكوين الجمهور العام وتعمل آلياتها على دمجه ضمن جمهورها الكلي لتدعيم موقع القائم بالاتصال كصانع وممثل للرأي العام.
ويمكن التدليل بطرق مختلفة على أن جمهور وسائل الإعلام، يتضمن فئة تسمى"جمهور عام" لها خصائص مميزة عن بقية الفئات الأخرى حيث أن كل مجتمع يتوفر على "جماعة مستنيرة" أكثر نشاطا في الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية تستقي معلوماتها من مصادر مختلفة، خاصة النخبة المثقفة وقادة الرأي ورجال الصحافة والقانون. وهناك عدد من المجتمعات تتوفر على صحافة ح**ية أو صحافة لها ارتباطات ح**ية تعمل على كسب ود وتأييد القراء لبرامجها السياسية. ومن هنا، يرى سايمور يور (Seymour- Ure, 1974 ) "أن أعضاء الح** أو المناصرين له يشكلون جمهورا عاما هو في نفس الوقت جمهور وسائل الإعلام ". هنا أيضا نجد أشكالا أخرى من الجمهور تتكون حول مصالح أو اهتمامات مشتركة بين الأعضاء، وليست مجرد جمهور تخلقه وسائل الإعلام.
وعلى العموم، فإن هذه الأشكال تتضمن العديد من الخصائص التي يمكن أن تنطبق على جمهور وسائل الإعلام، سواء كحصيلة عددية أو كجماعة سوسيولوجية. حيث أن جميع هذه الأنواع من تجمع الناس حول مضمون رسالة إعلامية أو حول مصلحة مشتركة أو انشغال جماعي يستدعي موقفا جماعيا وعملا تضامنيا يتوقف على الإمكانيات الإعلامية المتوفرة في كل مجتمع وعلى الظروف الثقافية والسياسية. وكل شكل من هذه الأشكال يبقى مفتوحا للتعديل والتغيير بسبب التغيرات التي تحدث في السياق الاجتماعي، وبالتالي في أنظمة الإعلام والاتصال الجماهيري.
وقبل التطرق إلى خصائص جمهور وسائل الإعلام، على ضوء ما سلف ذكره، ينبغي الإشارة إلى ملاحظتين هامتين في سياق التغيير الذي طرأ على وسائل الإعلام:
الملاحظة الأولى: أن مضاعفة المواد الإعلامية ووسائط الاتصال الجماهيري وتطوير أساليبها وتنويعها وتوسيع الاستعمال الفردي للمواد الإعلامية و تغيير أنظمة التوزيع والرقابة، جعل من الصعوبة بمكان، التفرقة أو التعرف على من يرسل ومن يستقبل، حيث أن الحدود الفاصلة بين القائم بالاتصال والمتلقي أصبحت متداخلة ومتشابكة.
الملاحظة الثانية: أن تطوير وسائل الإعلام التفاعلية (Interactive Media) القائمة على الربط عبر الكابلات بواسطة الكومبيوتر والاستعمال المتنوع المتنامي لشبكة "الأنترنات"، كوسيلة إعلامية في طريق الجمهرة في حد ذاتها وكناقل لوسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية من جهة أخرى، وفر للأفراد حرية أكثر في اختيار المواد التي يرغبون فيها وفي الوقت الذي يريدونه وبالكيفية التي تستهويهم: مكتوبة إليكترونيا على الشاشة أو مطبوعة بالأحرف التقليدية على الورق أو بطريقة مصورة أو مسموعة.
خلاصة هاتين الملاحظتين تفيد أن تطوير وسائل الإعلام جعل من الصعوبة بمكان "عد" الجمهور والإجابة على السؤال " من يستقبل من و ماذا". غير أن هذا التطور يجعل وسائل الإعلام أكثر تخصصا ويعطي للجمهور دورا أكثر حيوية وإيجابي